قال بنك «يو.بي.إس» السويسرى أمس الإثنين أنه أنهى الاستحواذ الطارئ على منافسه المتعثر «كريدي سويس»، ليتحول إلى بنك عملاق بميزانية تبلغ 1.6 تريليون دولار وقدرة أكبر على إدارة الثروات.
وقال سيرجيو إرموتي الرئيس التنفيذي للبنك وكولم كيليهر رئيس مجلس إدارته في رسالة مفتوحة نشرتها صحف سويسرية «هذه بداية فصل جديد».
وأضافا أن أكبر صفقة في القطاع المصرفي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 ستخلق «تحديات» ولكن أيضاً «العديد من الفرص» لعملائها وموظفيها ومساهميها ولسويسرا.
سيدير أصولاً بقيمة 5 تريليونات دولار
وسيدير البنك أصولا بقيمة خمسة تريليونات دولار، مما يجعله أكبر بنك لإدارة الثروات في العالم، ويمنحه مكانة رائدة في أسواق رئيسية كان من الممكن أن يستغرق الأمر منه سنوات من النمو للوصول إليها.
كما أنهى الاندماج تاريخاً امتد 167 عاماً لبنك «كريدي سويس» الذي شهد في السنوات الماضية فضائح وخسائر.
ويبلغ عدد موظفي البنكين معاً 120 ألفا في أنحاء العالم، وسيتم تسريح عدد كبير منهم بهدف خفض التكاليف.
ووافق «يو.بي.إس» في 19 مارس/آذار على شراء «كريدي سويس» بسعر تقريبي قدره ثلاثة مليارات فرنك «3.3 مليار دولار) في صورة أسهم وما يصل إلى خمسة مليارات فرنك في صورة خسائر مفترضة في عملية إنقاذ رتبتها السلطات السويسرية لمنع انهيار ثقة العملاء جراء تداعي ثاني أكبر بنوك البلاد. وقال في بيان إن «أولويتنا الأولى تظل كما هي: خدمة عملائنا بامتياز»، مشيراً إلى أنه سيركز على العملاء- الأفراد وأرباب العمل والشركات- ومساعدتهم في حماية ثرواتهم وتعزيزها وتحقيق أهدافهم.
وأبرم «يو.بي.إس» يوم الجمعة الماضي اتفاقا مع الحكومة السويسرية حول شروط دعم عام بقيمة تسعة مليارات فرنك (10 مليارات دولار) للتعامل مع خسائر ناجمة عن إنهاء بعض من أنشطة «كريدي سويس».
واستكمل البنك صفقة الاستحواذ في أقل من ثلاثة أشهر، وهو جدول زمني ضيق نظراً لحجم الاستحواذ وتعقيداته، وذلك لتوفير قدر أكبر من الطمأنينة لعملاء وموظفي «كريدي سويس» وتجنب سحب الأموال.
وقدم كل من «يو.بي.إس» والحكومة السويسرية تأكيدات على أن عملية الاستحواذ ستعود بالنفع على المساهمين ولن تصبح عبئا على دافعي الضرائب. وقالا أن الإنقاذ كان ضرورياً أيضاً لحماية مكانة سويسرا كمركز مالي والتي كانت ستضرر إذا تسبب انهيار بنك «كريدي سويس» في أزمة مصرفية أوسع.
ومن المُتوقع أن يسجل «يو.بي.إس» أرباحا ضخمة في الربع الثاني في 31 أغسطس آب بعد شراء «كريدي سويس» مقابل جزء بسيط مما يطلق عليها «القيمة العادلة».
ومع ذلك، حذر مديره التنفيذي إرموتي من أن الأشهر المقبلة ستكون «صعبة» مع استمرار «يو.بي.إس» في استيعاب «كريدي سويس»، وهي عملية ستستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات.