هذه قصة حقيقة تداولتها وسائل الاعلام ووثقتها الكاميرات و وظلت فترة حديث العامة والخاصة.
في السنة الماضية ,ظهرت زوجة الوزير الاول السنغافوري السيدة "هُو" في حفل الاستقبال الرسمي الذي أقامه الرئيس الامريكي السابق أوباما وزوجته ميشيل على شرفهما هي وزوجها في البيت الابيض.
ظهرت السيدة "هو" وهي تحمل حقيبة يد زرقاء تبدو من النوع الرخيص جدا , وماركتها غير معروفة ,مما أثار موجة من الانتقاد والسخرية في وسائل الاعلام الامريكية , وخاصة عند مقارنتها بالاناقة والثياب التي ظهرت عليها مضيفتها السيدة "ميشيل أوباما" (انظر الصورة).
وامام هذا الانتقاد الواسع اضطرت زوجة رئيس وزراء سنغافورة لكشف حقيقة الحقيبة الزرقاء التي تحملها في يدها ,حيث قالت :
نعم , اشتريت هذه الحقيبة بمبلغ زهيد يعادل 11 دولارا أمريكيا من معرض بسيط مقام في سنغافورة مملوك لمدرسة خاصة بالكلبة المصابين بمرض "التوحد" المعروف , وذلك من أجل دعم مواهبهم , ولعله يجلب لهم دخلا ومصدر رزق يعينهم.
واضافت : ــ وهي تغالب دموعها ــ أن هذه الحقيبة البسيطة التافهة في نظر الناس ,هي بالنسبة لها غالية جدا , لأن الطالب المريض الذي صنعها قضى عدة شهور في صناعتها.
وعندما قصّت السيدة "هو" قصة الحقيبة فاضت عيون الرئيس الامريكي وزوجته بالدموع وبكى بعض الحاضرين من شدة تأثرهم.
والمفارقة الغريبة أنه بمجرد نشر هذه القصة في وسائل الاعلام قفزت مبيعات تلك المدرسة الى حوالي 200 حقيبة لليوم في حين كانت بالكاد تبيع واحدة أو اثنتين يوميا , وازداد ثمنها أضعافا مضاعفة.
فما اجمل أن تكون لك رسالة في هذه الحياة , رسالة في خدمة الآخرين ,فعمل بسيط من هذه السيدة نتج عنه إنجاح كبير لهذا المشروع الذي يخدم مئات الطلاب الذين يعانون مرض التوحد المزمن.
وليست الماركات العالمية والازياء الفاخرة الصنع هي التي تجعل الغير يحترمك ويقدرك ـ كما يتوهم البعض ـ بل هي رسالتك التي تحمل في هذه الحياة