لم يتوقع أي متابع للعملية السياسية قبل سنوات أن تجرى الأمور بمقاطعة تمبدغه بهذا الشكل الدراماتيكي ؛ شاب فى العقد الخامس من عمره يقود مجمل رموز العملية السياسية، بكبرى عواصم السياسة فى الحوض ، ووجهاء يرمون زمام القيادة بيد شاب فى عمر أحفادهم ، لكنها مفاجئات الحوض السعيدة.
منذ قرر ابن قربة حاسي باب جنوب تمبدغه سيد الأمين ولد أميمه خوض انتخابات 2023 بدأت عجلة التغيير بالدوران، تساقط الوزراء أمامه كأسنان العجوز، وأستسلم رجال السياسية لصالح حلف أختار أن يحمل فكره (الإجماع) فكانت أفواج الوافدين من كل فئة وقبيلة، الكل ينشد التغيير ويرفض قيم النخبة المحكوم عليها بالزوال ؛ لقد ولى زمن الاستكبار فى الأرض بغير حق وتسير الناس دون تشاور. لقد أنهارت خرافة الرجل الذى تجمع له السلطة ضحايا القهر والحرمان ليزيد من ثروته ويمكن لأقاربه ، بينما يوزع ابتسامة العريس المحبط على معاونيه دون اهتمام بحجم المأسى التى يعيشون.
لم يقبل رجل الأعمال سيد الأمين ولد أميمه أن يبنى مجده على حساب والده أو أن يكون منصبه ناسخا لما راكمته الأسرة خلال العقود الماضية، لقد أختاره العبور معه الى حيث يريد . فكان له فى النهاية ما أراد ، الوالد عمدة بمكانة غير مناقش فيها، والابن خيار نخبة لقيادة مرحلة تحتاج للمزيد من الجرأة وقدر من الرزانة وحسن تسيير المشترك بين الجميع.
لم يقبل سيد المين ولد أميمه أن يعبر أيضا دون حلفاء الساعة، من بوسطيله جنوبا إلى أطويل شمالا ، لذا خاصم ، وناور ،وهدد ،وطالب من اجل حسم ملف رفاقه ، وكان له فى النهاية ماخطط له . لقد أثبت بالفعل أنه عنوان المرحلة بامتياز.