أكد “برنامج الغذاء العالمي” أمس الأربعاء أنه بحاجة إلى أكثر من ضعف الأموال التي جمعتها الأمم المتحدة لليمن هذا العام لإعادة المساعدات الغذائية الكاملة مع تهديد فجوات التمويل لتقديم المساعدات، وقال أن الجوع وسوء التغذية يرتفعان بشدة في سوريا وإن أكثر من نصف سكانها يعانون من نقص الغذاء.
وسبق للبرنامج أن أعلن في حزيران/يونيو الماضي إنه اضطر إلى تقليص المساعدات المقدمة إلى 13 مليون يمني إلى أقل من 50 % من الاحتياجات أمسية بسبب فجوات التمويل التي فاقمت واحدة من الأزمات الإنسانية الأسوأ في العالم.
وأكدت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأوروبا الشرقية في البرنامج كورين فلايشر أن “المتطلبات لليمن تبلغ 3 مليار دولار حتى نهاية العام … من أجل العودة إلى الحصص الغذائية الكاملة”.
وتعهّدت الدول المانحة تقديم 1.2 مليار دولار خلال مؤتمر في جنيف الشهر الماضي بهدف مساعدة الأمم المتحدة في إيصال المساعدات هذا العام إلى ملايين الأشخاص في اليمن. وتأمل منظمات المساعدة بالوصول إلى 17 مليون شخص هذا العام من اصل 21.7 مليونا يحتاجون إلى مساعدة في اليمن. ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعاً دامياً منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين. وتصاعد النزاع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 لوقف تقدم الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء. وأودى الصراع مذاك بعشرات آلاف اليمنيين وتسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم مع نزوح ملايين الأشخاص.
على صعيد آخر قالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط، لرويترز أن “الوضع أسوأ من أي وقت مضى في سوريا”.
وأفاد تقرير للبرنامج بأن نحو 55 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 12.1 مليون شخص تقريباً يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الوقوع في براثن الجوع.
وتظهر البيانات أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع وأن معدلات تخلف النمو وسوء التغذية لدى الأمهات وصلت لمستويات غير مسبوقة.
وقالت فلايشر “نحن قلقون للغاية بسبب ارتفاع الجوع بشكل حاد في سوريا”.
والزلزال الذي وقع في فبراير/شباط وأودى بحياة ما لا يقل عن 53 ألف شخص في تركيا وسوريا زاد من حجم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ 12 عاما وضعف الليرة السورية.
وأثناء تعامل وكالات الإغاثة مع تبعات الزلزال، دعا مدير “برنامج الغذاء العالمي” قبل شهر السلطات في شمال غرب سوريا، الذي يسيطر عليه مسلحون في حرب مع القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، إلى التوقف عن منع وصول المساعدات إلى المنطقة.
وتصل المساعدات حالياً إلى شمال غرب سوريا عبر ثلاثة معابر حدودية مع تركيا.
وقالت فلايشر “ما نحتاجه هو فتح نقاط العبور الداخلية. ما زلنا نتفاوض في هذا الأمر مع السلطات المحلية”.
وقال البرنامج إنه سيتعين عليه أن يخفض بشكل كبير عدد الأشخاص الذين يساعدهم اعتبارا من يوليو تموز ما لم يوفر المانحون المزيد من التمويل.