فاز الفتى الكاميروني، نجي كولينز (17 عاما)، في مسابقة "غوغل" السنوية للتشفير، متفوقا على أكثر من 1300 فتى صغير من 62 دولة، رغم أن حكومة بلاده قطعت خدمة الإنترنت عن بلدته "مسقط رأسه".
ويعيش كولينز -أول أفريقي يفوز بالمسابقة السنوية للتشفير التي تنظمها شركة غوغل- في بلدة "بارميندا" شمال غرب الكاميرون، التي شهدت احتجاجات وإضرابات من جانب المحامين والمعلمين لرفض التمييز بحقهم، ومطالبة الحكومة باحترام المؤسسة الفرنكفونية.
ويرى نشطاء حقوقيون أن حرمان البلدة من الإنترنت، يعد عقابا وأداة قاسية من الحكومة لتحجيم المعارضة، وهو أمر لم تعترف به الحكومة حتى الآن، على أنه عقاب وأداة قاسية لتحجيم المعارضة، خاصة أنها جاءت بعدما بثت الحكومة رسائل نصية تحذر فيها من فرض عقوبات بالسجن فترات طويلة في حال "نشر أخبار كاذبة" أو "الاستخدام الضار لوسائل الإعلام الاجتماعي".
لكن الفتى الطموح، كولينز، والذي لا تزال مدرسته مغلقة بالفعل بسبب الاحتجاجات، وجد أن العيش بدون الإنترنت أمر لا يمكن تصوره، فاضطر للذهاب إلي منزل أبناء عمه في العاصمة ياوندي التي تبعد عن بلدته 370 كيلومترا (سبع ساعات بالسيارة)، للإقامة معهم، بعدما أدرك أن انقطاع الإنترنت ليس أمرا مؤقتا.
وقال كولينز لـ"بي بي سي": "أردت الحصول على اتصال (إنترنت) حتى يتسنى لي مواصلة الدراسة والتواصل مع غوغل".
وأنجز "كولينز" مجموعة من المهام الفنية المعقدة لشركة غوغل، بين نوفمبر ومنتصف يناير الماضيين، وهذا ما ساعده في حصد جائزة التشفير.
ويطلق على المسابقة اسم "غوغل كود-إن"، وهيّ متاحة لطلاب ما قبل المرحلة الجامعية في أنحاء العالم، بين 13 و17 عاما، وشارك في المسابقة هذا العام أكثر من 1300 شاب صغير من 62 دولة.
وباقتراب موعد انتهاء تقديم الأعمال للمنافسة في المسابقة، كان "كولينز" أنجز 20 مهمة، تشمل جميع الفئات الـخمس التي حددتها "غوغل"، منها مهمة استغرق العمل لإنجازها أسبوعا كاملا.
وقبل الموعد النهائي للمسابقة بيوم، كان الإنترنت انقطع في بلدته، ليتبين أن انقطاعه أمر غير مؤقت، وكان خبر اختيار كولينز ضمن الـ34 الفائزين بجائزة "غوغل" الكبرى، كفيلا بتحسين حالته النفسية.
ويأمل الفتى الكاميروني في إنهاء دراسته في بلدة بارميندا، ومن ثم دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة مرموقة.
وقال كولينز: "أحاول تطوير نموذجي الخاص لضغط البيانات باستخدام التعلم المتعمق والتعلم الآلي"، وأوضح أن هدفه النهائي هو تحقيق "خطوة كبيرة" في مجال قدرات نقل البيانات وتخزينها.
وفي يونيو المقبل، سيقضي كولينز 4 أيام في مقر شركة غوغل، في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، كما أنه سيلتقي كبار مهندسي الشركة، ويتعرف عن قرب على واحدة من أنجح الشركات في العالم، كجزء من الجائزة التي حصل عليها، وقال: "يحدوني الأمل أن أعمل هنا يوما ما إذا أتيحت لي الفرصة".