تتجه دولة عربية للاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد الذي تعتبره بمثابة “جوهرة تاج كرة القدم”، وقدمت عرضاً مغرياً لملّاك النادي الإنكليزي.
وذكرت مصادر في العاصمة البريطانية لندن، أن قطر مهتمة بشراء مانشستر يونايتد مقابل 4.5 مليار جنيه إسترليني.
وطرحت عائلة غلازر النادي الذي يعتبر من بين الأغلى في إنكلترا وأوربا، للبيع نهاية السنة الماضية، معلنة أنها “تبدأ عملية لاستكشاف البدائل الاستراتيجية”، مما ينهي ملكية العائلة للنادي الممتدة منذ 17 عاما.
وتم تعيين مجموعة راين، التي أشرفت على بيع نادي تشيلسي، مستشاراً مالياً حصريا، وهي تطمح للوصول إلى مبلغ 6 مليارات جنيه إسترليني، لأبطال إنكلترا 20 مرة.
وذكرت مصادر إعلامية بريطانية أن الطرف القطري يعتقد أن 4.5 مليار جنيه إسترليني هو سعر أكثر واقعية.
وبحسب تقارير اطلعت عليها “القدس العربي”، قدم المستثمرون القطريون عرض شراء لمانشستر يونايتد وهم “واثقون” من إبعاد أي منافس عن الصفقة. وورد أن الجانب القطري يريد منح المدرب إريك تن هاغ الدعم المالي لقيادة النادي إلى القمة.
وتكشف المصادر البريطانية، أن المستثمرين القطريين “يريدون تقوية الفريق لإعادته إلى القمة، كما يريدون أيضا أن يكون هذا لصالح المجتمع”. ويستند نادي الشياطين الحمر على إرث واسع، ويعد من أكثر الأندية شهرة في العالم، وأكثرها قابلية للتسويق في مجال الساحرة المستديرة، رغم تعثره في السنوات الأخيرة.
وتسعى قطر في السنوات الأخيرة لتنويع مصادر دخلها، واتجهت للاستثمار في المجال الرياضي، وحققت مكاسب معتبرة من هذا التوجه. وبنت الدوحة سمعة طيبة خلال تنظيمها واحدة من أنجح بطولات كأس العالم في التاريخ، وكانت محط أنظار العالم للمستوى التنظيمي البارز الذي أبهرت به العالم، على حد تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وأضفت قطر خلال تنطيمها للحدث الرياضي الأبرز في العالم، لمسة عربية وإسلامية، وكانت أول بطولة عالمية للمنتخبات تنظم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحتى الآن رسخ مشهد توشيح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، نجم الكرة الأرجنيتي ليونيل ميسي، بالبشت القطري الرمز العربي الضارب بجذوره في التاريخ، صورة فارقة في التاريخ الحديث.
القوة الناعمة لقطر
وسجلت قطر في السنوات الأخيرة حضورها الطاغي في دفاتر التاريخ، وحجزت مكانة مميزة مع استقطابها اهتماماً منقطع النظير في استضافتها لأنجح نسخة كأس عالم عبر التاريخ، وكانت أول دولة عربية وإسلامية تستضيف حدثاً بمثل هذه الضخامة وتنجح في التحدي وترفع السقف لمن يأتي بعدها.
ولحظات بعد إسدال الستار على حفل ختام المونديال، تتردد في العاصمة القطرية أنباء عن توجّه الدولة العربية الطموحة لأن تظل دوماً الرائدة عالميا في مجال الرياضة، وتخطو خطوات نحو استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2036. ويأتي التوجه للاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد ضمن هذا المسعى.
ويكشف خالد الخاطر، الباحث القطري في السياسة النقدية والاقتصاد السياسي في مقال له، أن قطر الآن أصبحت قادرة على القيام بمشروعات تكسبها القوة الناعمة وفي ذات الوقت الاستثمار، مثل استثماراتها الرياضية الأخرى واستثماراتها الخارجية في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم.
وسبق أن كشف الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة والدبلوماسي، ورئيس مكتبة قطر الوطنية، في مقابلة مع “القدس العربي”، أن قطر راﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ والحضارية ﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻛﺄس اﻟﻌﺎلم، وفكّرت في مدى استفادة منطقة الشرق الأوسط من هذه البطولة، إﺿﺎﻓﺔ إلى ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم، وإﻛﺴﺎب الرياضة أﺑﻌﺎداً ﺣﻀﺎرﻳّﺔ ﻣﻦ شأنها أن تغير صورة العربي المسلم في العالم، باعتباره مشاركاً في الحضارة الإنسانية ومنتجاً لها وليس مجرد مستهلك.
كما أضاف الكواري المثقف القطري الذي شغل لسنوات منصب وزير الثقافة والفنون والتراث، أن أكبر قيمة مضافة لقطر زيادة على المنجز الرياضي، هي الصورة الحضارية التي ستقدمها للعالم. ويؤكد أن قطر تحولت إلى أيقونة عربية لأمل التقدم، لحضارة سبق لها أن أغنت الحضارة الإنسانية، وحان وقت استئناف نشاطها، رغم كل ما تتخبط فيه المجتمعات العربية. ويستطرد المسؤول القطري أن الأمل في غد أفضل للأجيال القادمة يتطلب إنجازات ملموسة وليس مجرد شعارات.