أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وتوقع بعضها تفاقم التوتر إلى مواجهة عسكرية.
واحتفلت إيران في العاشر من شباط/ فبراير 2017 بالذكرى 38 "لانتصار الثورة الإسلامية"، ونظّمت مسيرات شعبية منددة بالولايات المتحدة في العاصمة، طهران، وبقية مدن البلاد.
وجاء هذا في أعقاب هجوم للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إيران قال فيه إن طهران "تلعب بالنار".
وفرضت واشنطن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران بعد إجرائها تجربة لصاروخ باليستي، قالت إنه دفاعي.
"لدغات ترامب"
تحت عنوان "بعد لدغات ترامب، قرون الشيطان في طهران" قالت صحيفة عكاظ السعودية في صفحتها الأولى: "ظهرت قرون الشيطان الأكبر في المنطقة، الجمعة، في ساحة ازادي بقلب العاصمة الإيرانية، طهران، إذ حشد الملالي ضد الإدارة الأمريكية الجديدة مستعيدين شعار الموت لأمريكا الذي اختفى في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس السابق أوباما."
وفي صحيفة المستقبل اللبنانية، كتب علي نون: "لم تتأخر القيادة الإيرانية في القفز من القارب التعبوي (الفكري) الذي وضعها فيه باراك أوباما، وعادت بسرعة إلى الأصول، وكشحت الغبار الانفتاحي عن شعاراتها الأخيرة، معيدة تلميعها وتزويقها، وفي مقدّمتها ذلك الشعار الرنّان الموت لأمريكا.. ثم الآن الموت لترامب."
في السياق نفسه، تساءل ياسر الزعاترة في صحيفة الدستور الأردنية: "كيف ستتصرف إيران في مواجهة الابتزاز الأمريكي؟ هل ستخضع على أمل إنقاذ مشروعها الطائفي -ولن تنقذه ولو دامت حروبها عقودا- أم تذهب نحو مصالحة محيطها العربي والإسلامي، فتنقذ نفسها والمحيط وتعيد إمكانية التعايش؟."
لكنه دعا في الوقت ذاته إلى "تفاهم إيراني تركي عربي وسعودي بالدرجة الأولى حتى يمكن التصدي للمشروع الأمريكي من أجل مصالح الجميع".
"إيران في المصيدة"
وفي جريدة الرأي الكويتية، كتب خير الله خير الله: "ليس سرّا أن إيران تستغل نفوذها الذي توفّره الميليشيات المذهبية التابعة لها لتقول إنها قوة إقليمية، وإن لديها نفوذها الذي يصل إلى بيروت وجنوب لبنان، فضلا عن الشاطئ السوري."
وأضاف: "بكلام أوضح، تريد إيران أن تقول إنها ليست فقط دولة خليجية، بل هي متوسطية أيضا، كما هي دولة مواجهة على تماس مع إسرائيل."
الكاتب غنّام المريخي رأى في صحيفة الرياض أن "إيران باتت في المصيدة"، وأن هذا هو "الوقت الأنسب لفتح باب التفاوض مع إيران لإطفاء حرائق المنطقة ولسحب كوادرها وميليشياتها وحلفائها في سوريا والعراق، ولترتيب يُتفق عليه في لبنان واليمن".
وأضاف أن طهران تدرك اليوم "أن الحليف الروسي الوحيد المتبقي لها يريد الخروج من المستنقع السوري سريعا وبما يحفظ هيبته، ولذلك فهي مهيأة أكثر من أي وقت مضى للتنازل عن بعض مكتسباتها في المنطقة وتجرع السم مرة أخرى".
وفي صحيفة أخبار الخليج البحرينية، ذهب محمد مبارك جمعة إلى أن "احتمالات أي مواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني باتت مرتفعة الأسهم في عهد الرئيس ترامب، وليس من المستبعد أن يطلق ترامب صافرة العمل العسكري ضد النظام الإيراني في أي لحظة، خصوصا أن وزير دفاعه جيمس ماتيس يكره النظام الإيراني كثيرا، ويعتبره المصدّر الأول للإرهاب في العالم".
لكنّ الكاتبة نيفين مسعد ترى في مقالتها بجريدة الأهرام المصرية القضية من زاوية أخرى، وقالت إنه "مع صعوبة التنبؤ بسلوك الرئيس الأمريكي الجديد إلا أن تصعيده مع إيران سيظل له سقف محدد هو استهداف الأخيرة بمزيد من العقوبات".