قرر حاكم مقاطعة لعيون سعيد ولد ياكيلي استدعاء عشرة أشخاص من الأطراف الفاعلة فى النزاع الدائر ببلدية أم الحياظ منذ نهاية سبتمبر 2022، بسبب الخلاف حول المكان المناسب لمشروع زراعى خصوصى ينوى بعض أبناء المنطقة إقامته بقرية البصرة الشرقية، بدعم من بعض الأطراف السياسية المحلية ، وأحد الإداريين المهتمين بالمنطقة من خارج حيزها الجغرافى (بلدية أم الحياظ) ، وسط مخاوف من توتير الأجواء قبيل انتخابات مارس 2022 بفعل الضغط الممارس على سكان المنطقة والإدارة الاقليمية.
ويعتقد رموز " أدباي كنيو" وأبرز رموز أدباي " أغليق أولاد البح" بأن الأمر برمته استهداف فج للأسر المقيمة منذ فترة بالمنطقة، خصوصا فى ظل الخيارات الكثيرة المتاحة أمام أصحاب المشروع والسلطة الإداريةصاحبة القرار.
وكانت اللجنة المقاطعية المكلفة بالنزاعات العقارية قد زارت المنطقة قبل أسابيع، وقررت تجميد العمل فى المشروع غير المرخص من قبل الإدارة المحلية إلى إشعار جديد.
وقال الحاكم بعد الإستماع لمجمل الأطراف إن العرض الذى قدمه السكان خلال جلسات النقاش جد مقنع، والمخاوف من تحول المشروع إلى بداية أزمة بين مكونات المنطقة يجب أخذه بعين الإعتبار. مؤكدا فى الوقت ذاته بأن أي مشروع يراد له النجاح يجب أن يأخذ صاحبه رأي المستهدفين به بعين الإعتبار، وأن يمر بالمراحل المنصوص عليها، ضمن المساطر الإدارية التى ألزم بها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى مجمل الإداريين خلال الأشهر الماضية، تفاديا لأي نزاع من شأنه تعكير الأمن بالمناطق الداخلية أو تضييع الموارد المالية للدولة أو الأفراد.
وقد شكلت تصريحات الحاكم خلال آخر جلسة حول الملف، وقرار تجميد الأنشطة التى أتخذته اللجنة ، مصدر ارتياح لدى كل الأطراف الحريصة على استقرار المنطقة وسير التنمية فيها.
وكان وسطاء الأزمة قد طرحوا عدة حلول من أبرزها تحويل المشروع المفترض إلى منطقة مجاورة غير متنازع عليها (شمال البصرة)، واحترام رأي الرافضين لوقف مصب المنطقة الزراعية المجاورة (تامورت كنيو) وتفادى تدمير الغابة المخصصة للرعي (جنوب البصرة) ، من أجل مشروع غير واضح المعالم للسلطة الإدارية، ومرفوض بقوة من قبل سكان المنطقة.
غير أن توجيه استدعاء مفاجئ لخمسة من أبناء المنطقة اليوم الجمعة، عبر طرف فاعل فى الأزمة منذ اندلاعها (عمدة البلدية) أثار العديد من الأسئلة حول الأهداف المرجوة من اجتماع نهاية الأسبوع بمدينة لعيون، خصوصا وأن استدعاء الحاكم هذه المرة شمل عدة نساء لأول مرة، بعدما كانت الشكوى الماضية من رجال الحي فقط !.