قال عمدة بلدية لعيون اج ولد الدي إن مهرجان المدينة الذي يسعى لتنمية الثقافة والتراث يمثل " تلبية فصيحة لحاجات حضارية وثقافية ملحة لا سبيل لتلبيتها إلا بحسن التصرف وبذل الجهد في ملء الفراغ بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وهو ما كلف إدارة المهرجان ولجانه المختصة مشقة كبيرة".
وأضاف العمدة في خطاب له خلال حفل افتتاح مهرجان لعيون لتنمية التقافة والتراث "لم يقتصر المهرجان على تنمية الثقافة والتراث، وإنما تجاوزها إلى تنمية مجالات أخرى جديرة بالتنمية ومحتاجة لها كالعلاقات الوطنية المحلية، والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية من خلال كثرة الطلب على السلع والخدمات، وخاصة تلك التي يتخذ منها الفقراء والطبقات الهشة مصدرا لعيشهم، إضافة إلى التنمية السياحة، حيث سيمكن من نشر ما طوته مدينة لعيون والمنطقة من آثار ومناظر ومواقع والتعريف بها وإفشائها للوطن والعالم، وهو ما نقدره حق قدره".
وتابع العمدة "يأتي تنظيم هذا المهرجان في وقت تعاني فيه الثقافة الملتزمة بمقتضيات خصوصيات الأمة والمجتمع من ركود شديد ومن نقص حاد في النمو على غرار كل الثقافات اللابسات من الحياء جلاببا، كما يتعرض فيه التراث على وجه الخصوص لعملية تجفيف لروافده الأصيلة ومنابعه الصافية بشكل متواصل حتى تراث شنقيط ودجلة والقيروان أشكل..وذلك بسبب سرعة انتشار خامات الثقافة المنتقلة عن طريق الهواتف الذكية ومحركات البحث التي لا تعترف بالحدود ولا بالتمايز الثقافي، وتكاد ـ مع ذلك ـ تعطل الإبداع وتقضي على ملكة الحفظ المسجلة باسم أهل هذه البلاد".
وهذا نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيد الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان
السيد والي الحوض الغربي
السيد رئيس جهة الحوض الغربي
السيد حاكم لعيون..
السادة ممثلي القطاعات الحكومية على المستوى الجهوي والمحلي
السيد رئيس مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث
السادة المدعوين..
أيها السادة والسيدات..
يشرفني أن أرحب باسمي ونيابة عن سكان بلدية لعيون بالسيد الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، وبجميع ضيوف بلدية لعيون وبالمدعوين من كافة ولايات الوطن وأعماقه للمشاركة في "مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث"، وفي الأنشطة ذات الطابع الثقافي التراثي المقامة في متنه وعلى هامشه مثل الرماية التقليدية التي نحيي مرة أخرى جميع الفرق المشاركة فيها راجين لهم الفوز وتسديد الرمي.
كما يشرفني أن أشكر جزيل الشكر رئيس وإدارة المهرجان على تنظيمه في مكانه وزمانه المناسبين، وبطريقة تميزت بسعي منظميه لمشاركة جميع سكان المدينة في التحضير والتصور والتنفيذ، فساعدهم الدهر على تحقيق مسعاهم رغم أنه غير ملزم بذلك، إذ:
على المرء أن يسعى ويبذل جهده وليس عليه أن يساعده الدهر.
السيد الامين العام
يأتي تنظيم هذا المهرجان في وقت تعاني فيه الثقافة الملتزمة بمقتضيات خصوصيات الأمة والمجتمع من ركود شديد ومن نقص حاد في النمو على غرار كل الثقافات اللابسات من الحياء جلاببا، كما يتعرض فيه التراث على وجه الخصوص لعملية تجفيف لروافده الأصيلة ومنابعه الصافية بشكل متواصل حتى تراث شنقيط ودجلة والقيروان أشكل..وذلك بسبب سرعة انتشار خامات الثقافة المنتقلة عن طريق الهواتف الذكية ومحركات البحث التي لا تعترف بالحدود ولا بالتمايز الثقافي، وتكاد ـ مع ذلك ـ تعطل الإبداع وتقضي على ملكة الحفظ المسجلة باسم أهل هذه البلاد الذين طالما رفعوا ـ تجسيدا لها ـ شعار:
علمي معي أينما يممت يتبعني ... صدري وعاء له لا جوف صندوق
إن كنت في البيت كان العام فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق.
ومن ثم، يمثل هذا المهرجان الذي يسعى لتنمية الثقافة والتراث، تلبية فصيحة لحاجات حضارية وثقافية ملحة لا سبيل لتلبيتها إلا بحسن التصرف وبذل الجهد في ملء الفراغ بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وهو ما كلف إدارة المهرجان ولجانه المختصة مشقة كبيرة، لكن:
لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال
السيد الامين العام
لم يقتصر المهرجان على تنمية الثقافة والتراث، وإنما تجاوزها إلى تنمية مجالات أخرى جديرة بالتنمية ومحتاجة لها كالعلاقات الوطنية المحلية، والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية من خلال كثرة الطلب على السلع والخدمات، وخاصة تلك التي يتخذ منها الفقراء والطبقات الهشة مصدرا لعيشهم، إضافة إلى التنمية السياحة، حيث سيمكن من نشر ما طوته مدينة لعيون والمنطقة من آثار ومناظر ومواقع والتعريف بها وإفشائها للوطن والعالم، وهو ما نقدره حق قدره ونسجله في خانتي جلب المصالح، والوفاء بدين هذه المغاني:
فإن لها يدا دينا علينا وحق أن يؤدى كل دين
أفاويق الصفاء بها ارتضعنا.. بها حولين كانا كاملين
وفي الختام أجدد الترحيب بجميع ضيوفنا الكرام، راجيا لهم مقاما سعيدا في ربع عزة المنطقة والوطن، مدينة لعيون، كما أرحب معهم بكل ضيفن متعهدا بأن:
كلا الضيفن المشنوء والضيف واجد .. لدي المنى والأمن في اليسر والعسر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.