سيكون عام 2023 عام فيه تغاث موريتانيا و السينغال وفيه تعصران: هذان البلدان اللذان عاشا التخلف والفقر لعقود، على وشك الانضمام للدول المنتجة للغاز المسال، وذلك بفتح أول حقل لإنتاج الغاز في منطقة سلحفاة آحميم، الواقعة على الحدود البحرية الموريتانية السنغالية.
وقد أدت الظرفية الدولية المتأزمة بفعل الحرب الروسية الاكرانية إلى تسريع استغلال حقل الغاز الموريتاني السنغالي، حيث تبحث الدول الأوروبية عن بديل للغاز الروسي.
ونجم عن ذلك البحث زيادة الشركات البترولية الكبرى لاستثماراتها في إفريقيا.
وأكدت الدراسات أن حقول الغاز في الموزمبيق وحقل سلحفاة آحميم الموريتاني السنغالي هي أقرب الحقول إلى بدء الإنتاج، وهو ما تعول عليه أوروبيا كثيرا.
وكانت مصائب الحرب الروسية الأوكرانية فوائد بالنسبة للدول الإفريقية المنتجة للطاقة، حيث ارتفعت أسعار الغاز بسبب هذه الحرب، وتوجد أوروبا على وشك الوقوع في أزمة طاقوية مقلقة.
وللتعجيل ببدء إنتاج الغاز الموريتاني السنغالي، سارعت شركة يريتييش بتروليوم BP، وكوسموس إنيرجي في عمليات حفر أول بئر للإنتاج على بعد 120 كلم من الساحل الموريتاني السنغالي، وعلى عمق 2850 مترا من سطح الماء.
وسينقل الغاز المستخرج من هذه البئر إلى منصة عائمة للإنتاج والتخزين والشحن قبل نقله غازا طبيعيا مسالا، نحو نقطة التصدير الواقعة على بعد 10 كلم من سواحل البلدين ليتم تصديره نحو الأسواق الدولية.
وسيوجه جزء من الكمية المستخرجة إلى موريتانيا والسنغال لاستخدامات منزلية وبالذات لإنتاج الكهرباء.
وحسب التوقعات فإن إنتاج حقل سلحفاة آحميم سيصل إلى 2.5 مليون طن للسنة في مرحلة أولى قبل أن يصل إلى 10 ملايين طن للسنة في آفاق 2026 بعد تطوير المرحلتين 2 و3 من المشروع.
وفي مارس الماضي، أعلنت شركة كوسموس إنيرجي أن أشغال تركيب المنشآت الخاصة بمشروع الغاز الموريتاني السنغالي قد اكتملت بنسبة 70%، وأن بناء منصة الإنتاج العائمة يتواصل بوتيرة مقبولة، بينما اكتملت أشغال بناء حاجز كسر الأمواج.
وأعلنت الشركة الأمريكية أن الضواغط الأربع الخاصة بالتسييل المجمد قد وصلت لموقع المشروع، كما بدا تركيب قنوات نقل الغاز.
ويتضح من كل ذلك أن العمل متواصل على قدم وساق، لبدء إنتاج الأمتار المكعبة الأولى من الغاز المسال خلال أشهر قليلة.
يذكر أن احتياطات حقل سلحفاة آحميم تبلغ 1400 مليار متر مكعب من الغاز، وهو ما يجعل من هذا المنجم أحد أكبر الحقول الموجودة قيد الإنجاز في إفريقيا.
وينقسم حقل سلحفاة آحميم إلى جزئين الأول هو حقل السلحفاة المكتشف في عرض سواحل موريتانيا عام 2015، وتحتفظ شركة “BP” بـ(62%) منه، وشركة كوسموس بـ(28%) وشركة المحروقات الموريتانية بـ(10%) منه؛ وحقل آحميم المكتشف في عرض سواحل السنغال والذي تحتفظ شركة “BP” بـ(60%) منه وشركة كوسموس بـ(30%) وشركة بتروسين السنغالية بـ(10%) منه.