المحظرة الشنقيطية باكجوجت توفر تعليما نموذجيا بالمنطقة (فيديو)

جمعة, 10/06/2022 - 18:27

مع بداية (2019-2020) حطت بعثة إماراتية رفيعة بأكجوجت ( عاصمة إينشيرى) لوضع الحجر الأساس لمقر المحظرة الكبرى المؤقت بالولاية، لتكون بذلك أول مؤسسة تعليم عالى بمناطق الشمال منذ استقلال  البلاد  عن فرنسا 1960.
كانت الجامعة قد حصلت قبل ذلك على 25  هكتار شمال مدينة أكجوجت لبناء مقرها الكبير، غير أن جائحة كوفيد ١٩ والأوضاع التى مرت بها المنطقة، كلها عوامل ساهمت فى تأخير الإنطلاقة الفعلية لمقر المشروع التعليمى الذى يراد له أن يكون إحدى قلاع العلوم الشرعية بموريتانيا، لكن إرادة مشتركة بين البلدين الشريكين فى المشروع دفعت بالمقر المؤقت إلى الواجهة، ليحتضن مع بداية 2021 أول دفعة من طلاب الجامعة (200 طالب) عبر مسابقة مفتوحة أمام كل طلاب العلوم الشرعية، وحصة توجهها الحكومة سنويا إليها من المتميزين فى مجال باكولوريا الآداب الأصلية.
تحتضن الجامعة الجديدة، أو المحظرة الكبرى حوالي 400 طالب، ويمارس التدريس فيها 32 من خيرة الأساتذة والفقهاء، وتدرس بها 10 كتب مقررة أصلا فى المحاظر الموريتانية التقليدية، مع اللغات الحية ( الفرنسية والإنكليزية ) وأستاذ متخصص فى مجال علوم الكمبيوتر لديه دروس ثابتة، وإلزامية لوضع الطلاب فى جو يسمح لهم بإكتساب المعارف الأساسية، وحسم البرامج التقليدية المستعملة فى الأجهزة، والتعامل مع شبكات التواصل الإجتماعي.
يتولى طاقم إدارى مقيم فى مدينة أكجوجت ، ضبط الدروس ومراقبتها، ومتابعة عمل الأساتذة وحل مشاكل الطلاب، وتسيير تنقل الطلبة من الجامعة إلى المدينة يوميا.
تمنح الجامعة منحة شهرية للطلاب (١٣٥٠٠ أوقية قديمة) ، وتمنح وجبات يومية للطلاب عبر مبالغ رمزية ( 50  أوقية لكل وجبة) ، وتسير الجامعة بنظام خاص،حيث يحاضر الأساتذة صباحا، ويقدم المشاييخ الدروس فى المساء، وحفظ النصوص واجب، تماما كمفهم الدروس، وبعض الطلاب يستفيد من الفراغ فى الداخل لتعزيز قدراته الشخصية، والبعض يسقط فى الإمتحان لضعف المستوى أو لعدم المراجعة المطلوبة بشكل يومي ، أو لعدم مواكبة الدروس.
شكلت الجامعة الجديدة قبلة للطلاب الوافدين من مجمل الولايات المجاورة، لكنها منحت فرصة كبيرة كذلك لطلاب الولاية ( ٢٠% على أقل تقدير من سكان المنطقة) ، وحوالى 70% من طلاب الولاية نساء.
ويعتقد القائمون على المحظرة الكبرى أن رقم المنخرطين فيها من أبناء الولاية قد يزداد مع الوقت بفعل الإهتمام الملاحظ بالعلوم الشرعية فى المنطقة خلال الفترة الأخيرة، والتاريخ العريق للمنطقة ولعلمائها الأجلاء. ويرى البعض أن تعزيز المحاظر الموجودة فى المنطقة حاليا، وإعادة بعض الشيوخ الكبار للمحاظر التى كانت موجودة فى المنطقة إلى مناطقها الأصلية قد يشكل رافعة كبيرة للمؤسسة ليس للمؤسسة بولاية إينشيرى فقط، بل للمهتمين بالتعليم العالى فى كل ولايات الشمال.
منحت الإدارة العامة للمؤسسة إحدى المدارس الإبتدائية الجديدة لتدريس تلاميذ " الجذع المشترك" وقاعة للمعلوماتية، كما تم منحها بناية وسط المدينة، تم تخصيصها للمطعم، وأخرى كانت لحاكم المقاطعة، وقد باتت المقر المركزى للإدارة العامة للمحظرة الكبرى.