تركزت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم السبت بالخصوص على العلاقات العربية الأمريكية مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة ،و العلاقات الأمريكية الإيرانية ، وتطورات الأوضاع في سوريا، والانتهاكات بحق أقلية "الروهينجا " المسلمة في ميانمار ، والحصار المفروض على قطاع غزة الفلسطيني ،والوضع السياسي في لبنان جراء الخلافات بين القوى السياسية في البلاد حول قانون الانتخابات.
ففي مصر خصصت صحيفة " الأهرام " افتتاحيتها للعلاقات المصرية الأمريكية في ضوء زيارة لوفد من معهد الشرق الأوسط الأمريكي في واشنطن للقاهرة، و أشارت إلى سعي الجانب الأمريكى "للتشاور الدائم مع مصر"، وحرصه على المزيد من التشاور معها بشأن قضايا المنطقة ومستجداتها، وسبل التعامل مع الأزمات القائمة فى بعض دولها، مبرزة كذلك حرص القاهرة على "إيصال وجهة نظرها فى هذا الصدد القائمة على أساس إيجاد حلول سياسية للأزمات والحفاظ على سيادة هذه الدول، وصون مقدرات شعوبها ومؤسساتها، فى إطار الدولة الوطنية، والحيلولة دون انهيارها، وانزلاقها نحو المزيد من القلاقل، وعدم الاستقرار".
وأضافت أن هذه اللقاءات مثلت كذلك فرصة لإطلاع الجانب الأمريكى على وجهة النظر المصرية في ما يتعلق بالتطورات الداخلية، والتحديات الأمنية التى تواجه البلاد، وعلى رأسها الإرهاب، والدور المصري فى مواجهة العنف والتطرف الذى يضرب المنطقة، ودور المؤسسات المصرية، خاصة الدينية منها، فى المواجهة الفكرية لهذه الظاهرة.
وفي الشأن المحلي، خصصت صحيفة "الجمهورية" افتتاحيتها لمسألة غلاء الأسعار في مصر في الفترة الأخيرة، وقالت إن الاتجاه الحكومي باعتماد "تسعيرة استرشادية " للخضر والفواكه والسلع الأساسية "خطوة مهمة على طريق تصويب أحوال السوق التي يتضرر من ذبذبتها الجميع مهما كان دخلهم"، وارشاد المستهلك ل "التعامل الصائب مع أولئك الجشعين الذين يرفعون الأسعار كل يوم دون مبررات".
وقالت إن اعتماد هذه "التسعيرة الاسترشادية "يدعم توجيهات الرئيس المصري المتكررة للحكومة ب"التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية لتخفيف الأعباء عن محدودي الدخل" .
ومن جهتها، كتبت صحيفة " الأخبار " عن التعديل الحكومي المرتقب في مصر، ونقلت عن رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، قوله إن الهدف من التعديل الوزاري المرتقب هو مصلحة المواطن، وتحسين الأداء الحكومي بشكل يحقق الصالح العام، وإنه سيتم تقديم القائمة الوزارية الجديدة إلى مجلس النواب بعد يوم 12 فبراير الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء أجرى مشاورات خاصة بالتعديل المرتقب علي مدار أسبوعين في أماكن بعيدة عن وسائل الإعلام ضمانا للسرية.
وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "اللعب بالنار" أن اللهجة التصاعدية بين واشنطن وطهران مستمرة بل وازدادت حدة من خلال تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اتهم فيها إيران باللعب بالنار، ما يعني أن ترامب، تضيف الصحيفة، "لن يسير على خطى سلفه في التعامل مع الملف الإيراني بل سيكون أكثر صرامة في تطبيق الاتفاق النووي ولن يقدم أية تنازلات في سبيل احتواء إيران خاصة وأن واشنطن تعتبر طهران داعما رئيسيا للإرهاب في المنطقة والعالم".
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الإدارة الأميركية الجديدة ستدخل في مواجهة مع النظام الإيراني عاجلا أم آجلا، "وليس أدل على ذلك من فرض عقوبات اقتصادية على ثلاث عشرة شخصية واثنتي عشرة شركة إيرانية في تحرك أولي من المؤكد ستتبعه تحركات أخرى لن تكون أقل صرامة مما تم اتخاذه حتى الآن"، مضيفة أن "ردة الفعل الإيرانية غير المكترثة حسب وزير الخارجية الإيراني لا تعني عدم الاهتمام بقدر ما هي رسالة للداخل الإيراني الذي أصبحت أسسه مهترئة مهتزة من فعل الصدمات المتتالية التي تعرض لها النظام وأربكت حساباته".
وتحت عنوان "أمريكا والمملكة: رؤى مشتركة"، قالت صحيفة (الجزيرة) إن العلاقات السعودية الأمريكية ظلت "متميزة" رغم الإدارات المتعاقبة، قبل أن تتغير خلال فترة رئاسة باراك أوباما، الذي "انتهج سياسة ناعمة، تجاه المحرك الرئيس لمعظم صراعات المنطقة، أي إيران، وذلك على حساب حلفاء أمريكا التاريخيين في الخليج، وبالذات المملكة، (...) طمعا في إنجاز الاتفاق النووي، لأن هذا الإنجاز كان الأمر الوحيد، الذي سيحقق له مجدا شخصيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".
واعتبر كاتب المقال أن سياسات أوباما في منطقة الشرق الأوسط تسببت في ازدياد التوتر، وتفجر الصراعات، وتوسع إيران في كل اتجاه، ونشوء ومن ثم تمدد تنظيم (داعش) الإرهابي، "وهو ما يدركه الرئيس الأمريكي رونالد ترامب وفريق إدارته الذي لا يخفون أيضا قلقهم من سعي إيران لامتلاك السلاح النووي رغم الاتفاق النووي"، مؤكدا أن "إدارة ترامب والمملكة تتفقان على ذات الرؤية، أي الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط، وهذا مهم لكلا البلدين، اللذين دشنا رحلة عودة العلاقات السعودية - الأمريكية إلى سابق عهدها".
وفي الشأن السوري، أوردت يومية (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان "السوريون يرفضون الأسد وإيران وداعش والقاعدة"، أن سكان مناطق عدة في سوريا خرجوا للجمعة الثانية لإبداء الدعم للثورة والجيش الحر وتجديد الدعوة إلى إسقاط نظام بشار الأسد والتنديد بأفعال تنظيمي (داعش) و(النصرة) الإرهابيين"، مضيفة أن "هذه الفعاليات التي يعقدها أنصار الثورة السورية تؤكد مجددا أن مشروع هذه الثورة هو مشروع معتدل ووسطي، مشروع وطني جامع لا يعرف التطرف".
وقالت إن "بشار الأسد الذي كان يدرك أن الثورة السلمية الوسطية صاحبة المشروع الوطني الحضاري ستسقط حكمه، لجأ إلى قمعها بمختلف أنواع الأسلحة"، مشيرة إلى أن "أنصار الثورة خرجوا مجددا لتأكيد دعوتهم إلى سقوط الأسد ومنددين بما يرتكبه تنظيما (داعش) و(النصرة) من جرائم في حق السوريين. وبذلك يقطع هؤلاء، تقول الصحيفة، الطريق أمام محاولات النظام وإيران اتهامهم بالتطرف والإرهاب".
وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها عند حالة الترقب المتزايدة حول ما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية الجديدة وبقية القوى الإقليمية والدولية لتهيئة المناخ اللازم باتجاه إيجاد "تسوية سلمية شاملة وعادلة للقضية السورية"، معربة عن الأمل في ان تسفر الجهود الإقليمية والدولية، قريبا، عن "رؤية موحدة وشاملة" في هذا الاتجاه بما يحقق لهذا البلد الاستقرار "بصورة تضمن إعادة إعماره وتحوله مجددا إلى واقع التنمية المستدامة".
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية)، في افتتاحية تحت عنوان "حماية الروهينجا مسؤولية الجميع"، أن "تنديد الأمم المتحدة بالانتهاكات الخطيرة بحق أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار فقط لا يكفي، خاصة بعد تأكيدها في أحدث تقرير لها أن الجيش هناك يمارس التطهير العرقي والاغتصاب والقتل الجماعي والتهجير"، مسجلة أن هذا التقرير الأممي "لا يدين ميانمار وحدها وإنما يدين المجتمع الدولي ويمثل عارا في جبين الجميع".
وشددت على ضرورة التهييئ "لتحرك إسلامي ودولي عاجل" لإنقاذ هذه الأقلية المسلمة ب"الضغط على حكومة ميانمار لوضع حد فوري لسياسة الرعب التي ينتهجها جيشها ضد المسلمين"، مذكرة بان هذه "السياسة أدت إلى سقوط آلاف القتلى من الأبرياء، ودفعت نحو 66 ألف شخص إلى الهرب إلى بنغلادش، و22 ألفا آخرين إلى النزوح داخل البلاد".
وتحت عنوان " قطر داعم أساسي لصمود غزة"، تناولت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، الدعم والمجهود التنموي المقدم من طرف دولة قطر لقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات، لافتة الانتباه إلى ان مساهماتها المتعددة والمتواصلة كانت موضع "تقدير الأمم المتحدة التي أعلنت عبر مدير مكتبها الإنمائي في غزة أن قطر شريك أساسي في برامج الأمم المتحدة في غزة".
وبلبنان، اهتمت (الأخبار) بقرار الرئيس اللبناني ميشال عون طرح قانون الانتخابات النيابية الى استفتاء شعبي في حال فشل السياسيين في التوافق على قانون جديد يعوض القديم الذي هو محل خلاف. وكتبت تحت عنوان " عون يطرح الاستفتاء على قانون الانتخاب: الشعب يريد" أن القوى القوى السياسية تتعامل "بلا مسؤولية" مع مسألة مهمة كإيجاد قانون جديد للانتخابات النيابية، مضيفة أن الوقت يمر وأفكار القوانين تسقط الواحدة تلو الأخرى، ومقابل هذا التعنت، برزت مبادرة جديدة لرئيس الجمهورية تدعو إلى إجراء استفتاء شعبي لاختيار القانون.
وقالت إن ثماني سنوات مرت وعشرات مشاريع القوانين مكدسة على طاولة المشرعين، من دون أن يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق، والمبادرات الأخيرة التي ط رحت، حتى الجدية منها، "تتساقط الواحدة تلو الأخرى". وخلصت الى أن لبنان دخل في النفق، إلى حد تهديد رئيس الجمهورية بالفراغ النيابي.
وبخصوص الملف السوري، أبرزت الصحيفة أن الخطوات الميدانية تتسارع على جميع الجبهات المشتركة مع التنظيم الإ رهابي (داعش) على طول الجغرافيا السورية، وتبرز جبهة الشرق السوري بعد غياب طويل كمساحة محتملة تتوسع منها عمليات الجيش وحلفائه نحو تدمر ثم دير الزور، خاصة بعد الخطر الذي تهدد المدينة إثر هجوم (داعش) الأخير.
وخلصت الى أن مشهد الشرق السوري لم يعد كما كان عليه قبل أقل من شهرين، مباشرة عقب إتمام تسوية حلب وما تبعها من تغيرات في مجمل مشهد الشمال
أما (الجمهورية) فاعتبرت أن "لا جديد تحت الشمس في ملف قانون الانتخابات النيابية"، في الوقت الذي أكد رئيس الجمهورية "عدم وجود إرادة لإنجاز قانون انتخابي" من قبل السياسيين، ملوحا بإمكان اللجوء للدعوة الى استفتاء شعبي "اذا ما أقفل الأفق".
ونقلت عن قانونيين تفسيرهم أن إجراء مثل هذا الاستفتاء يستلزم إصدار قانون في شأنه من مجلس النواب، ذلك أن عدم وجود أي نص دستوري يجيز إجراء مثل هذا الاستفتاء لا يبيح إجراءه خارج اطار الدستور والقانون، وإن كان الشعب هو مصدر كل السلطات.
من جهتها اهتمت (الديار) بالمشهد إقليميا، معلقة في افتتاحيتها، بلاقول إنه وفي موازاة تجميع أوراق "القوة الدولية" الذي تشهده ساحات المنطقة، ومحاولة الاطراف الاقليمية الاستفادة لتحقيق مكاسب تحسن من وضعيتها، دخلت منطقة الشرق الاوسط "مرحلة من التصعيد العسكري، من استهداف الفرقاطة السعودية بالقرب من باب المندب الى التجربة الصاروخية الايرانية التي فجرت رمانة القلوب المليانة بين واشنطن وطهران".
واستنتجت أن "ورشة" ترامب لن تقف عند حدود أمن الولايات المتحدة، والتي ستشمل اعادة نظر شاملة في السياسات كلها، حيث اوشك فريق اميركي متخصص على وضع اللمسات الاخيرة للسياسة الخارجية الجديدة لا سيما في الشرق الأوسط.