يعد التعليم هو أساس كل تنمية يراد لها النجاح الديمومة وهو النواة الاساسية لرقي المجتمعات وازدهارها، الشيء الذي سعت الحكومات المتعاقبة على موريتانيا منذ الاستقلال على تجسيده على ارض الواقع ، غير أن الفساد الذي ينخر جسم البلد منذ تأسيسه حال دون تحقيق الهدف ، وبقي التعليم كسائر مجمل القطاعات التي تعاني .
تمكن موفد أطلس انفو ، خلال جولة قام بها في بعض المناطق الريفية في ولاية الحوض الشرقي من الاطلاع عن قرب على الواقع المزرى لمجمل المدارس الموجودة في تلك المناطق ، ومن بينها المدرسة التي انهارت على التلاميذ ببلدية "بيري بافة" في آخر يوم للامتحان راح ضحيته أحد الاطفال رحمه الله، وأصيب أستاذ وأحد تلاميذه بجروح.
المدارس التي تمكنا من معاينتها عن قرب تعد الاسوء من بين مجمل المدارس المشيدة في مختلف ولايات الطن، حيث تم تشيد بعضها من قبل خصوصيين والبعض الاخر من طرف الدولة دون رقابة.
وهي في مجملها عبارة عن بيوت شيدت من الطين أو من الحجارة ، واسقفها من الزنك "السنك" وحطب "تورجة" والخشب المعروف محليا "بالقد".
ويوجد بعض تلك المدارس التي تدار من قبل اشخاص يعملون بعقود في ظل وجود أساتذة ومعلمين مقتدرين يعملون في ظروف صعبة ممنوعون من ادارة مدارسهم بفعل ضغوط الساسة وتواطئ الادارة.
ويراود مجمل من التقيناهم من الاهالي والاطفال حلم وحيد وهو الحصول على بنية تحتية مدرسية وتعليم لأجيال بعد ضياع أجيال.
وتنفق الدولة سنويا عشرات المليارات على تشييد وترميم المدارس في مختلف أنحاء الوطن ، خاصة في نواكشوط التي يوجد بها مدارس مشيدة وبمعايير جيدة ، غير أنها خارج الخدمة فعليا من بينها المدرسة التي أشرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على افتتاح السنة الدراسة منها 2022.