يجلس عدد من ضباط الدرك بالتسق الشرقى (الحوضين ولعصابه) خلف مكاتبهم المجهزة، وهم يتابعون عبر أجهزة اتصالات سلكية وأخري لاسلكية سير الأمور على شريط ملتهب، بفعل الأزمة فى الجوار المالي ، وضبط حركة المنمين عبر الحدود، وحركة الأجانب الفارين من جحيم القتال.
يتحرك عناصر الدرك بشكل يومي عبر الشريط الحدودي، بينما يراجع الضباط داخل المكاتب مذكرات الأرقام ويستطلعون آخر أخبار الجارة من مصادرهم بشكل دائم . وتظل قرى الشريط الحدودي أبرز ضامن - بعد الله عز وجل- لاستقرار البلاد، بحكم الوعي المتزايد فى صفوف السكان، والعلاقة الوطيدة مع الجهاز الأكثر انتشارا بالمناطق الحدودية
فى مقاطعة عدل بكرو الخط الأمامي للجبهة فى الوقت الراهن ، تنتشر 25 قرية على خط التماس مع الجارة مالى، إنها نعمة التقرى الفوضوى الذى يحاربه بعض الساسة، لكنه بالنسبة لرجال الدرك، هو شريط أمان يجب تعزيزه والاهتمام بقاطنيه، منذ سيطرة المسلحين الإسلاميين على جزء واسع من الشمال المالي.
قبل أسابيع قليلة كانت 'بوزقيريرة" (١٨٠ كلم) داخل الأراضى المالية، محط أنظار الجميع، بعدما تعرض مواطن موريتاني لإصابة متوسطة، وأصيب مرافقه من أصول موريتانية بجروح قاتلة، لكن وحدة الدرك المتمركزة بعدل بكرو تولت إجلاء المصابين فى أسرع وقت ممكن ، حيث توفي أحدهما قبل الوصول للنعمة، بينما تم علاج الآخر بشكل كامل فى المستشفي الجهوي بالولاية.
وبعد فترة وجيزة كانت "ربينة فايه" (90 كلم) على موعد مع حادث آخر ، حيث تعرضت سيارة تحمل عدة أشخاص لهجوم من قبل قوات مسلحة، يعتقد أنها تابعة للجيش المالي، بينما كانت متجهة إلي سوق " فارابو" ، كانت المعلومات بيد جهاز الدرك فور وقوع الحادث، ولكن الجريمة كانت جد بشعة، لقد توفي أربعة أشخاص بالحادث الأليم فورا، ولم يعد بالإمكان إنقاذ الموقف، لكنها كانت فرصة لإعادة ترتيب بعض الأمور الأمنية بالمنطقة، وذلك لضبط حركة السكان.
وحينما وقعت عملية " لمقيمله" وسط الأراضى المالية (100كلم) ، أصيب سائق سيارة كانت تحمل الأعلاف إصابة بليغة وجرح مرافقه، تدخلت قوات الدرك عبر جهات محلية، لإنقاذ السائق ورفيقه، وتمت معالجة الجميع ومتابعة ملف السيارة إلي غاية استلامها، واعتذار الماليين عن الحادث.
وقد أدار الجهاز ملف "ربينة العطايه' بالأراضى المالية، حيث توفي 17 شخص، وكان الحادث آخر الأخطاء المالية الجسيمة، وظل الدرك يتابع الملف إلي غاية خروج نتائج التحقيق المشترك مع الماليين
وبحسب معلومات خاصة لوكالة اطلس انفو، فقد عاد مجمل المنمين الذين خرجوا مالى إبان الأحداث الأخيرة إليها، بفعل الجفاف الخطير الذى تعيشه المنطقة، وهو ماضاعف من مسؤولية جهاز الدرك الذى بات مسؤولا عن الأوضاع الأمنية فى الداخل، و متابعة أوضاع المواطنين فى المناطق المالية. مع متابعة أوضاع المهاجرين الماليين أو الفارين من جحيم القتال.
(*) تمركز مضبوط للمهاجرين من الفلان ...
وبحسب مصادر أطلس انفو، بالحوض الشرقي، فقد تمت مركزة المهاجرين الفلان بعدة مناطق، وهي :
(١) أمبوريات (١٠ كلم غرب عدل بكرو) .
(٢) تشليت إفلان (٢٠ كلم من عدل بكرو).
(٣) دار النعيم إداوبك (١٨ كلم جنوب شرق عدل بكرو).
(٤) أرميلي ( ١٥ كلم جنوب شرق عدل بكرو)
(٥) البولكية ( ١٥ كلم من عدل بكرو ) .
(٦) كوصة (٢٠ كلم شمال شرق عدل بكرو)
وقد سجلت مصالح الدرك دخول ٤٧٥ شخص من النازحين بفعل الحرب، وكلهم من النساء والأطفال والشيوخ، بينما لايزجد فى المناطق المذكورة من يمكن تصنيفه بأنه عنصر خطر أو محل شبهة أمنية.
يتحرك عناصر الدرك بشكل دورى ضد الجريمة العابرة للحدود، لكن - بحسب مصادر اطلس انفو - لم تسجل أي جرائم تتعلق بالمخدرات فى المنطقة، بينما تم وقف بعض الشبكات العاملة فى مجال سرقة الماشية بالحوضين ولعصابه ، وبعض الجرائم الأخري (سرقة السيارات وبعض الأسلحة) ، وتسليم الضالعين فيها للعدالة ضمن مساطر قانونية واضحة للجميع.
ومن أبرز العمليات التي تم تسجيلها خلال الفترة الأخيرة ؛
(١) توقيف سيارة تمت سرقتها من مقاطعة لعيون، خلال محاولة العبور من مقاطعة جكني.
(٢) توقيف عصابة لسرقة الماشية بقيادة الشيخ آبو جلو فى الطينطان.
(٣) توقيف لص أختلس ٦٧ مليون أوقية من بلدية تنحماد.
(٤) ضبط أسلحة تمت سرقتها من كنكوصه واعتقال المسؤول عنها.
(٥) ضبط كمية من الأدوية المزورة فى كوكي الزمال.
(٦) ضبط كمية من الخمور بأدويراره.
ويعتبر قادة الدرك الميدانيين أن أبرز ضامن للنجاح، هو مايحظون به من تفويض من قبل القيادة للتحرك فور التبليغ عن أي أزمة، والتدخل دون الإنتظار فور حدوث مشكل، وتلبية الطلبات المستجدة دون تعقيد، وتوفير الوسائل اللازمة لأي مهمة، والتدخل إلي جانب الوحدات الميدانية فور حدوث أزمة، حيث تمد القيادة مجمل النقاط بالعتاد والأفراد مع كل طارئ، وإسناد الكتائب بالعتاصر اللازمة فور توجيه الطلب بذلك من القادة الميدانيين دون انتظار.