قال منسق "نداء الثامن سبتمبر" أحمد هارون الشيخ سيديا إن الأغبياء وحدهم من يعتقدون أن الدول لا تفشل، أن موريتانيا معصومة من ذلك، بين الدول الفاشلة تتبختر جنبها في دول الساحل، وفي غيرها.
وأضاف ولد الشيخ سيديا في مقابلة مع وكالة الأخبار المستقلة، أن دولا أخرى أقوى وأكثر عراقة فشلت قبل ذلك.
ومثل ولد الشيخ سيديا للدولة الفاشلة بدولة مالي المجاورة والتي ترتبط بها موريتانيا في مجالات مختلفة، مؤكدا أن طبقتهم السياسية استمرت في الضعف، والتراخى، كما استمر العسكريون في احتقار المدنيين والتلاعب بالسياسيين وبمصير البلد وخيراته، حتى انهار الاقتصاد والحكومة والرئاسة.
وأردف ولد الشيخ سيدي أن انهيار الرئاسة يعني انهيار الجيش، لافتا إلى أنهم بعد فشل محاولتهم الاستنجاد بالفرنسيين والغربيين، استنجدوا الآن بقوات فاغنر الروسية أملا في الاستفادة من تجربتها في وسط إفريقيا التي وضعت سيادتها وخيراتها ورئاستها تحت رحمة قوات فاغنر، لدرجة أن رئيسهم لا يمكن أن ينام إلا تحت رقابة كاميرات فاغنر الروسية.
كما مثل ولد الشيخ سيديا بدولة هايتي، والتي قال إنها سبقت موريتانيا بـ160 سنة، ولم تعرف أي حروب أهلية، كما أنها ليست من الدول التي تنتشر فيها المخدرات، كالمكسيك، وكولومبيا، وغينيا بيساو، وهي دولة لديها طبقة مثقة رائعة، لكن طبقتهم السياسية تراخت وضعفت وفسدت حتى انهارت الدولة، وأصبح أي حادث يقع سواء كان زلزالا أو بركانا أو انقلابا عسكريا أو انفلاتا أمنيا يهزهم، ويكاد يقضي عليهم.
كما وصلت الآن - يضيف ولد الشيخ سيديا - درجة اختطاف الناس من الشوارع، وتعيث العصابات في أرضها فسادا، كما أن مبلغ 15 مليار دولار الذي ضخته الدول الغنية ومؤسسات التمويل الدولية فيها عقب زلزال 2010 لم يستوعبه الاقتصاد والإدارة، فتمت سرقته.
وقال ولد الشيخ سيديا إن موريتانيا لطفا من الله تعالى ليست فيها زلازل ولا براكين ولا حروب أهلية، ولا فوضى اجتماعية، رغم الغبن والتفاوت الطبقي الفظيع بين السكان.
واعتبر ولد الشيخ سيديا أن هذا يدل على مسألتين، الأولى أن الشعب متآخ فيما بينه، ومسالم عكس ما يروجه البعض، والثانية أن الأكثرية لا تريد الرفاه، ولا الترف الزايد، وإنما تريد الغذاء، والملبس، والمسكن، والمأمن، ومن يدرس لهم أبناءهم، ويعالجهم في حال احتاجوا لذلك.
وردا على سؤال حول موقفهم في نداء الثامن سبتمبر من الحوار السياسي الذي انعقدت أول جلسة للجنته التحضيرية السبت الماضي، قال ولد الشيخ سيديا إن الحوار الحالي عملية عبثية، مشيرا إلى أن المشكلة هي أن أطرافه أقرب من أن تحتاج إلى أن تتحاور، لافتا إلى أن الطرف المحسوب على المعارضة غالبيته متفقة مع السلطة، وراضية بالوضع أو ساكتة عليه مهما كانت صعوبته.
وأضاف ولد الشيخ سيديا أن الباقي من المعارضة لا يمكن أن يؤثر في سلطة تتحاور مع نفسها، وغير جادة.
وتساءل ولد الشيخ سيديا عن جدوى الحوار، قائلا إن البلاد لديها رئيس منتخب، وهناك مؤسسات، فماذا ينتظرون بالحوار؟ مردفا أن المشاكل معلومة معروفة فليتخذوا فيها قرارات، وإذا كان الهدف هو حل مشاكل موريتانيا الحقيقة فقسم كبير منها يكفيه قرار من الرئيس الذي فوضه الشعب لاتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية.
وأضاف ولد الشيخ سيديا أن القسم الآخر يحتاج إلى رؤية لامعة، وفريق قوي وإرادة، وهذا لا يحتاج هو الآخر لحوار.
ورأى ولد الشيخ سيديا أنه من الوارد أن تقع بعض المجاملات والتنازلات المتعلقة أساسا بالمجال الانتخابي أساسا، كما أن هناك أناس محترون ولديهم تجربة كبيرة، ونتمنى لهم التوفيق والخروج بنتائج.
وتحدث ولد الشيخ سيديا في المقابلة التي تنشر لاحقا عن تقييمه للأوضاع العامة في البلاد، وللنصف الأول من مأمورية الرئيس غزواني، وعن رسائل المجتمع الموريتاني، ورهانات التغيير في البلاد، وعن رؤيته للحل، وكذا معالم الخط السياسي الذي يدعو له.