لقد اختار فخامة رئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد طريق المكاشفة، والمصارحة، مع مواطنيه، وهي سنة حسنة خرج فيها عن تقليد من سبقوه، ولم يكن رد فخامة الرئيس على افراد جاليتنا في اسبانيا إلا قناعة راسخة أن القائد الصادق لايكذب أهله، ولايخذلهم، ولعلكم تتذكرون جميعا ردود ممثالة في لقاءه مع الصحافة في القصر الرئاسي حيث أكد أن -موارد الدولة المستغلة محدودة ويحتاجها البلد في معركة التنمية - ولن يتساهل مع من تسول له نفسه التلاعب بها.
وفي زيارته لمستشفى زائد تحدث بكل صراحة عن التحديات المطروحة وضعف الوسائل رغم أن المضي في تحسين اداء قطاع الصحة على جميع المستويات قرار لارجعة فيه.
على الذين يتباكون على كسب رهان الوقت بالكذب على الناس واستغلال تدني نسبة الوعي في المجتمع لتحقيق مكاسب سياسية، أن يفهمو أن الحق أحق أن يتبع وأن الصادقون أولى بالانتصار، وأن لكل إصلاح ثمن، وأن ما أسس على باطل فهو باطل.
إن من المستغرب حد الذهول! أن يتحدث الساسة والمثقفون رغم اجماعهم على صدق ردود رئيس الجمهورية الاخيرة، وفي نفس الوقت يكتب بعضهم أن الأولى ترك هذا الخطاب الصريح المتصالح مع الذات والضمير، لصالح الأمل والوهم!
لايدرك هؤلاء العقلاء أن قتل الأمل هو أن تحدث شعبك ونفسك بالكذب وتجلس في انتظار التمني والاحلام
فمتى كان الكذب فضيلة؟ والصدق مذمة؟ أي شريعة وأي عرف وأخلاق تدعوا لهذا!.
إنها أزمة اخلاقية خطيرة مستحكمة في عقليات مجتمعنا تحتاج لعلاج فاعل يشفي القوب من الغل والصدور من الوجع،
إن أولئك الذين سعو إلى تحريف الكلم عن مواضعه ليجعلوه في سياق يخدم مصالح سياسية معينة، واهمون في تقديرهم للأسس والاستراتجيات التي ينطلق منها فخامة رئيس الجمهورية في رؤيتة الاصلاحية الشاملة، تلك الرؤية التي تعتمد معالجة المشاكل الاجتماعية بكل تجرد ودون مجاملة ولكم في خطاب وادان التاريخي أسوة ومثال فما عهدنا شاكني القصر يتحدثون بهذه صراحة، عن ضرر الطبيقة على مفهوم الدولة الحديثة والمجتمع وخطورة الظلم الاجتماعي الذي مورس على بعض فئات مجتمعنا.
إن حديث الرئيس عن المشاكل التي نعيشها في يومياتنا مسألة غاية في الاهمية ومؤشر جيد يؤكد وعي قيادة البلد بأدق تفاصيل مشاكلنا من أجل تشخيص الواقع ووضع الحلول المناسبة لكل تلك المشاكل، لايكفي من اجل تحقيق الاهداف التمني والاحلام فلابد من قول الحق والعمل لتحقيق تمنياتنا.
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا.