ظمة الذكاء الاصطناعي الإبداعية إلى "اختراع الأسلوب" (Style Invention) الخاص بها، وهو ما مكنها من التأليف والإبداع الفردي بدلًا من التقليد، ويعني ذلك وجود "المعنى والقصد"، وهما العنصران الأساسيان في العملية الإبداعية.
أما في رأي ريتشارد موس، فإن عنصر القصد هذا المتمثل في التركيز على العملية الإبداعية أكثر من الناتج النهائي هو مفتاح تحقيق الإبداع، ولكنه يتساءل عما إذا كان المعنى والأصالة ضروريين أيضا، حيث يمكن أن تؤدي القصيدة نفسها إلى تفسيرات مختلفة إلى حد كبير إذا علم القارئ أن مؤلفها رجل أو امرأة أو .. آلة.
وهناك سؤال آخر يطرحه موس: إذا كان الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الوعي الذاتي للتفكير في أفعاله وخبراته، ولإيصال نواياه الإبداعية، فهل هو حقا إبداعي؟ أم إن الإبداع لا يزال مع المؤلف الذي غذى البيانات ووجّهها للعمل؟
في النهاية، قد يؤدي الانتقال من مرحلة الآلات العادية إلى الآلات الإبداعية إلى تغيير فهمنا نحن البشر لأنفسنا؛ فقبل 70 عاما حين ابتكر آلان تورينج -الذي يوصف أحيانا بأب الذكاء الاصطناعي- اختبارا أطلق عليه "لعبة التقليد" (The Imitation Game) لقياس ذكاء الآلة مقابل ذكائنا، كتب فيلسوف التكنولوجيا السويدي جويل بارثيمور "أعظم رؤية لتورينج تكمن في رؤيته لأجهزة الحاسوب كمرآة يمكن للعقل البشري من خلالها أن ينظر إلى نفسه بطرق لم تكن ممكنة من قبل".
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونيةة