اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الثلاثاء ، بجملة من المواضيع منها العلاقات السعودية-الأمريكية والموقف القطري من الأزمة اليمنية و السجال الدائر بلبنان حول قانون الانتخابات النيابية في لبنان وجهود المصالحة بين الأطراف السورية وردود الفعل حول السياسات الأمريكية الجديدة ، فضلا عن تناولها قضايا تهم الشؤون الداخلية.
ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال بعنوان "هل دمروا سورية لحساب إسرائيل" أن النظام السوري والمعارضة لا يملكان من أمرهم شيئا، والأطراف الفاعلة على الساحة السورية وخاصة روسيا مع تركيا و إيران سيفرضون الحلول وليس أمام الطرف الضعيف سوى الخضوع و القبول على مائدة التفاوض في ( أستانا).
وقالت إن هذا الواقع المؤلم الذي كشف عن أن الأمن العربي دخل في غيبوبة ربما تمتد لسنوات و أن أي سلطة مقبلة أيا كان توجهها ستفكر في فتح جبهة للصراع مع الكيان الصهيوني، خاصة مع مخاطر التقسيم و تحول البلاد الى كيانات صغيرة وضعيفة و ربما متصارعة.
وأضافت الصحيفة، أن الحل الذي قدمته روسيا للمفاوضين في أستانا سينسف الضلع الأخير الذي كان يرفض التصالح و التطبيع مع إسرائيل ، حيث مواد الدستور حذفت كلمة "العربية" من تعريف الدولة ليصبح الاسم الرسمى لها "الجمهورية السورية" وأنها "علمانية ديمقراطية"، وتم إلغاء المادة التي تنص على أن"الفقه الإسلامي مصدر التشريع"، وكذلك إلغاء تحديد ديانة رئيس الجمهورية بعدما كانت محددة بـ"الإسلام".
ومن جانبها ، كتبت جريدة (المصري اليوم) أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قضى أسبوعه الأول في الحكم وهو يحاول وضع إطار متماسك ومخطط بشكل جيد للسياسة الخارجية في عهده، ولكن تفاصيل خطواته تبين أن الأوامر التنفيذية التي أصدرها بمثابة الأساس لأهم تحول في السياسة الخارجية الأمريكية منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربور فى ديسمبر 1941.
وترى الصحيفة أن الأوامر التنفيذية الأخيرة، التي تتعلق بالمهاجرين، جريئة للغاية، فهي استراتيجية وستؤدي إلى تغيير الأوضاع بشكل كبير، وستدمر أسس السلام والازدهار التي كانت تقودها الولايات المتحدة في العالم على مدى الـ70 عاما الماضية، حيث تشكك هذه الأوامر في الأفكار المتعلقة بالتعاون والديمقراطية، كما أنها بمثابة تجسيد للتمسك العدواني بفكرة "أمريكا أولا" قبل كل شىء.
وقالت إن ترامب يشن هجوما مباشرا على النظام الدولي الليبرالي الذي جعل أمريكا بلدا عظيما بعد الكساد العظيم (أعمق وأطول انكماش اقتصادي في تاريخ العالم الصناعي الغربي، بدأ فى عام 1929 في أمريكا، ثم ضرب المدن في أنحاء العالم، خاصة التي تعتمد على الصناعات الثقيلة).
وقالت إن أوامر ترامب التنفيذية تجعل الولايات المتحدة منبوذة دوليا، الأمر الذي يرفع تكلفة كل عنصر من عناصر أمنها واقتصادها، فالدول المعزولة لا تزدهر أبدا، وعادة ما تسقط بسرعة.
وبلبنان، علقت (الجمهورية) على السجال الدائر بلبنان حول قانون الانتخابات النيابية بالقول إنه يتلخص في"خطوة الى الأمام، خطوات الى الخلف"، موضحة أن هذا يؤشر الى أن الارادة الجدية لبلوغ الصيغة الانتخابية التي تلائم الواقع اللبناني ما زالت مفقودة.
ويتجلى هذا، وفق الصحيفة، في "المبارزة" بين القوى السياسية، بمواقف متضاربة، وعناوين وطروحات وصيغ تناقض بعضها البعض، مستنتجة أن أحد من القوى يملك قدرة اختراق جدار التعقيدات المانعة لأ قانون ينطوي على شيء من معايير العدالة وصحة التمثيل لكل الطوائف.
وإقليميا، اهتمت الصحيفة بالوضع في سوريا، مشيرة الى أن الفصائل المسلحة السورية خسرت على مدى العشرة أشهر الأخيرة "أبرز البؤر التي كانت تسيطر عليها في ريفي دمشق الغربي والشرقي" وذلك بأسلوب الضغط العسكري على هذه البؤر "الذي تلته مصالحات بين مواطنيها والدولة السورية وترحيل المسلحين منها الى منطقة إدلب".
وقالت الصحيفة إن "دمشق ومعها موسكو تعتبران أن هذه المصالحات بين النظام والبؤر الساخنة تفوق أهميتها، على مستوى إنهاء الحرب السورية، حوارات جنيف بين المعارضة والحكومة السورية".
أما (الديار) فاهتمت أيضا بملف الانتخابات ناقلة عن أوساط وزارية، قولها إن التحالف المسيحي بين (التيار الوطني الحر)، الذي ينتميإليه الرئيس ميشال عون، وبين حزب (القوات اللبنانية) الذي يترأسه سمير جعجع، "رسمت له خطوط حمراء من قبل كل من (تيار المستقبل) و(حزب الله)، موضحة أن "استنفار هذا الثنائي لإلغاء الأحزاب المسيحية الأخرى كحزب (الكتائب) و(الأحرار)، وكذلك المستقلين لن يكون، مطلق اليد في عدة مناطق".
من جهتها اهتمت (الأخبار) بملف التعيينات في المناص الأمنية، لاسيما العسكرية، معلقة تحت عنوان "ملف التعيينات الأمنية: تصريف الأعمال يربك الجيش!" أن الانتظار داخل الجيش، حول مصير القيادة غير المحسوم حتى الآن، "يثير مفاعيل سلبية على المؤسسىة العسكرية، التي لا تحتمل استمرار تصريف الأعمال".
وكشفت أن قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي "طرح استقالته أمام الرئيس ميشال عون (عون كان يرفض التمديد لقهوجي على رأس الجيش قبل أن ينتخب رئيسا للبلاد) بعد انتخابه بوقت قصير، مضيفة أن هناك حديث عن قرار في القصر الجمهوري يقضي بـ"تعيين قائد جديد للجيش في أقرب وقت"، مستنتجة أن "الملف لا يزال معلقا".
وفي قطر، نوهت صحف (الوطن) و(العرب) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها اليوم الثلاثاء، بموقف الدولة "الثابت والمبدئي من الأزمة اليمنية"، مستحضرة تأكيد أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لدى استقباله أمس الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي الذي حل في زيارة عمل للدوحة، على مواصلة الجهود والسعي لحل الأزمة اليمنية، ودعم ومساندة الحكومة الشرعية، والحرص على وحدة اليمن واستقراره.
وأجمعت على أن هذا الموقف يعد امتدادا لمواقف وتصريحات سابقة تم التأكيد فيها على "الحرص على سلامة أراضي اليمن، واحترام سيادته ودعم الشرعية، واستكمال العملية السياسية، وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وسجلت أيضا أن مشاركة قطر في "عاصفة الحسم، بقوة الواجب" و"مشاركتها الفاعلة في "إعادة الامل" بمساعداتها الإنسانية والتنموية، خاصة على صعيد إعادة تأهيل الكهرباء" يمثل جزءا من هذا الموقف.
وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة (العرب) على أن "العاصفة ليست فقط مجرد عمليات عسكرية لإعادة الاستقرار (..) وعمليات ردع عسكري للطرف المعتدي على الشرعية (..) لكنها في الوقت نفسه تتضمن دورا سياسيا للحل، فضلا عن دور إنساني مهم بتقديم المساعدات للأشقاء في اليمن".
وفي سياق البحث عن حل سياسي للأزمة، دعت صحيفة (الراية) المجتمع الدولي الى الوقوف في وجه أي "محاولة حوثية لعرقلة حل الأزمة اليمنية"، فيما حثت صحيفة (الشرق) اليمنيين على "توحيد صفوفهم، والالتفاف حول حكومتهم الشرعية، من أجل إرساء الأمن والاستقرار" والاتجاه صوب تنفيذ عمليات إعادة إعمار البلاد.
و في السعودية تركز اهتمام الصحف على المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي رونالد ترامب وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أول أمس الأحد، وقالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "علاقات التوازن الاستراتيجي"، إن محادثات الجانبين تعد "دليلا جليا على الرغبة المشتركة بين الرياض وواشنطن على تنسيق أكبر وتعاون أعمق، وتأكيد على عزم البلدين على مواجهة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض خلف حالة من التوجس من السياسة الأمريكية تجاه العالمين العربي والإسلامي بسبب تصريحاته المثيرة للجدل خلال الحملة الانتخابية، وهي "التصريحات التي تعاملت معها المملكة بكل ثقة وهدوء وآثرت الانتظار حتى نهاية الحملة الرئاسية الأميركية، وجاءت تلك الحكمة بنتائج أكثر من إيجابية".
ومن جهتها توقعت يومية (الجزيرة) أن تكون العلاقات السعودية-الأمريكية في عهدي الملك سلمان والرئيس ترامب أكثر قوة ومتانة، بعد ما شابها من تباين في المواقف خلال ولايتي حكم باراك أوباما، والتي كانت حينها للرياض وواشنطن مواقف متباينة إزاء الأحداث والتطورات في المنطقة بناء على ما تمليه المصالح والتحليلات وقراء كل بلد للمواقف والأحداث الجارية.
وقالت إن "كثيرين اعتقدوا أن أمريكا أدارت ظهرها في غير وجهة المملكة، وأن العلاقات الثنائية بين الدولتين يشوبها شيء من الشك حول استمرارها بمستوى ما كانت عليه، وأن فترة الرئيس أوباما مهدت الطريق للرئيس ترامب للإجهاز على هذه العلاقة التاريخية"، مستدركة بالقول إن "اتصال الرئيس الأمريكي بخادم الحرمين الشريفين "يظهر مدى تصميم الزعيمين على تفويت الفرصة على من يريد أن يؤثر سلبا على علاقات الدولتين".
وبدورها قالت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها إن محادثات خادم الحرمين الشريفين والرئيس ترامب وضعت النقاط على الحروف حول مستقبل وطبيعة العلاقات السعودية-الأمريكية خلال الفترة المقبلة، والتي لن تخرج، حسب الصحيفة، عن إطار "العلاقات التاريخية بين البلدين، والشراكة الاستراتيجية الممتدة لعقود وتطابق وجهات النظر حول العديد من الملفات المرتبطة بالتطورات الراهنة".
ومن أبرز تلك الملفات، تضيف الصحيفة، "المخططات والأجندات الإيرانية التي تعيق إحلال السلام في المنطقة، وضرورة التطبيق الصارم للاتفاق النووي الإيراني"، معتبرة أن "الزعيمين قطعا بذلك الطريق أمام مساعي ومحاولات تمرير الأيديولوجيا الإيرانية داخل البيت الأبيض وأروقة الكونغرس الأمريكي (...)، بتأكيدهما على عمق العلاقات التاريخية الرصينة بين البلدين، والمصالح المشتركة في مواجهة الشعارات والأيديولوجيات الزائفة".