أبلغت "فيسبوك" (Facebook) أمس الأربعاء عن أول انخفاض ربع سنوي للمستخدمين اليوميين على مستوى العالم منذ ظهورها قبل 17 عامًا.
إلى جانب هذا حققت الشركة نموا في الإعلانات أقل من المتوقع، مما أدى إلى انخفاض اسهمها بنحو 20%.
ويُظهر الانخفاض الهائل في الأسهم، الذي قضى على الفور على ما يقرب من 200 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، أن تغيير علامة فيسبوك التجارية إلى "ميتا" (Meta) لا يكفي لإلهاء المستثمرين عن المشاكل الموجودة في أعمالها الأساسية لوسائل التواصل الاجتماعي.
وخسر تطبيق فيسبوك الرئيسي مليون مستخدم يوميًا في أميركا الشمالية، حيث يحقق أكبر قدر من المال من خلال الإعلانات. وأدى هذا الانخفاض إلى انخفاض إجمالي في عدد المستخدمين اليوميين لفيسبوك على مستوى العالم، وهو ما أكده متحدث باسم الشركة بأنه أول انخفاض متسلسل في تاريخ الشركة.
من المحتمل أن يكون هذا الانخفاض من 1.93 مليار في الربع الثالث إلى 1.929 مليار مستخدم يوميًا في الربع الأخير، انعكاسًا لانعدام ارتباط الشباب بفيسبوك.
إذ تُظهر الإحصائية كيف كافحت ميتا للبقاء على صلة بالمستخدمين الأصغر سنًا، الذين ينجذبون بشكل متزايد إلى التطبيقات المنافسة مثل "تيك توك" (TikTok). وهو ما يضع مزيدًا من الضغط على رهان ميتا الكبير على مستقبل "الميتافيرس" (metaverse)، وهو العالم البديل الذي يدعم الواقع الافتراضي والذي يرى الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكنبرغ أنه مستقبل الإنترنت.
ما زالت تربح
لا تزال ميتا تحقق أرباحا على الرغم من هذا الانخفاض، فقد حققت أرباحًا تقارب 40 مليار دولار في العام الماضي وحده، معظمها من الإعلانات.
لكنها تخسر أيضًا المليارات أيضا في قسم "ريالتي لابس" (Reality Labs)، وهو القسم المسؤول عن سماعة الرأس "كويست في آر" (Quest VR)، وبرامج الواقع الافتراضي، ونظارات "إيه آر" (AR) القادمة، وغيرها من المبادرات ذات الصلة بالميتافيرس.
كما أبلغت ميتا عن نمو في الأرباح والإيرادات أقل من المتوقع، والذي تقول إنه كان مدفوعًا جزئيًا بالتضخم وقيود خصوصية تتبع الإعلانات الجديدة من "آبل" (Apple) والتي تحد من قدرة ميتا على بيع الإعلانات. كما تواجه الشركة أيضًا تدقيقًا مستمرًا من المنظمين الحكوميين في جميع أنحاء العالم بشأن مخاوف مكافحة الاحتكار والاعتدال في المحتوى.
ليس هناك شك الآن في أن فيسبوك، أو ميتا كما يطلق عليها الآن، تواجه تحديًا حقيقيًا لهيمنتها على وسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد سطوة أكبر تطبيق لهذا الوسائل على هذا الفضاء أمرًا مفروغًا منه كما كان منذ أكثر من عقد