فعلها الغائب والمغيب بأبنائنا تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه، وبأبشع الطرق وأكثرها وحشية مما يشي أنها ردة فعل قوية من هول الصدمة.
والسبب بكل بساطة، هو المساعدة للجارة مالي عبر منافذنا بعد محاولة محاصرتها، عن طريق تحالف سيدياو الفرنسي، ولتعلم فرنسا أن موريتانيا دولة ذات سيادة وأن قراراتها نابعة من قناعاتها ورؤاها.
ليعلم كل الخبثاء ومن يضمرون الشر لأي مواطن أو مقيم على حوزتنا أننا لايمكن التفكير بالنيابة عنا ولا فرضنا على التراجع عن قراراتنا السيادية.
إن كل المؤشرات المنطقية، تشير إلى أن حبك الخطة بشكل مستعجل، جاء ردا على زيارة الوفد المالي الأخيرة، وخاصة بعد موافقة موريتانيا على تقديم ما يساعد البلد الجار في الحصار المفروض عليه.
واضح أن منفذ عملية الغدر الإجرامية من المختبئين بالمنطقة، متصيدي الفرص قصد قتل الأنفس البريئة، ولا يستبعد أن يكونوا عملاء مأجورين، مقابل وعود ببعض تأشيرات السفر وأجر زهيد مع أن كل متاع الدنيا كذلك.
ومن الوارد جدا، أن يكون المصور لجزء من مشهد القتل المرعب المتداول، هو من تولى كبر عملية الغدر تلك، فوثقها بكل قسوة وجلافة، كدليل على نجاح المهمة غير النبيلة، وتقديمه لأكابره المجرمين.
وفي حالة ما إذا كان الجناة، لايزالون على قيد الحياة و لم يقتلوا بعد، من طرف المخططين المتطرفين للتخلص من تتبع خيوط المجرمين ذات احتمالات الأعداد المشتركة فيها.
واهم من يعتقد أن دماء أبنائنا الزكية ستذهب سدى، وغبي جدا من يظن أننا سننخدع بأن باماكو لها ضلع في القضية.
فعلى المستعمر السابق مراجعة اتفافياته ورؤاه تجاه القارة، وإدراك أنه لم يعد محل ترحيب في مالي التي اعتاش كثيرا على خيراتها، وأنه غير غادر على المنافسة في ظل التنافس الدولي الآخذ في التصاعد على المنطقة.
إن أدوات التأثير اختلفت، ولم تعد الأساليب القديمة تنطلي على أحد، لذا فإنه كل ما حاول أخطأ أكثر، وأنه أحوج ما يكون لقيادات ومفكرين بحجم التحديات وصعوبة المسالك وتحمل الطبيعة القاسية بالشمال المالي ومنطقة الساحل.
وبكل مسؤولية وتريث، ستحقق بلادنا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وسيتم عرض نتائج التحقيقات للعلن، وستكون فرصة لمعرفة مدى الحنكة والتجربة والدبلوماسية والقوة الفكرية والعسكرية، في التوصل للجنات ولو تحت الثرى.
سيدي محمد ولد اجيون