بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم مخاطبا رسوله العظيم: "إنك ميت وإنهم ميتون"، ويقول "كل نفس ذائقة الموت"، ويقول: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
لقد أصابت سهام الموت التي لا تخطئ الإداري والوالي والوزير أحمد بن محمد صالح، وهو رجل من رجال البلد الكرام، وواحد من بُناته العظام، الذين جاهدوا في سبيل تحرره، وشاركوا في عهد استقلاله، وأسهموا في تأسيسه إسهاما أعلى ذكرهم، ورفع قدرهم، وجعل لهم لسان صدق، ومُبَوَّأَ صدق، وحبل وُدٍّ في نفوس وقلوب كل الموريتانيين، ولقد ترك رحيله أسى عميقا، وحزنا واسعا في نفوس كل الموريتانيين، وإننا نحن مجتمعَ أهل الشريف لكحل بمناسبة هذا المصاب الجلل، وهذه المصيبة العظمى لنعزي أنفسنا أولا، إذ نعتبر أننا أولى مَن يُعَزَّى في الفقيد، وذلك لما كان يجمعنا وإياه من نسب وصهر وعلاقات اجتماعية أُسست من أول يوم على الحب والود، والتقدير والتوقير...
ثم بعد ذلك نعزي الوطن عموما، وأهلنا الكرام قبيلة الفقيد خصوصا، وأسرة أهل محمد صالح بصفة أخص، كما نعزي أبناءنا وأبناء المرحوم الكرام الأخيار الأبرار تعزية خاصة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر للفقيد ذنبه، ويوسع مدخله، ويكرم نزله، وينور قبره، ويجمعه بصالح أهله وأصحابه ورفاقه في مقعد صدق عند مليك مقتدر...
كما نسأله سبحانه وتعالى أن يبارك في عقبه، وآل بيته، وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف..
وبعد فأجر الصبر خير * لنا والله خير فيه منا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.