بيجل ولد هميد رجل سياسي محنك ينظر اليه العديد من الموريتانيين نظرة احترام وتقدير لمواقفه المعتدلة
ولوقوفه في وجه الحركات المتطرفة , وأيضا لصراحته وتبنيه للخيارات الوطنية في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد.
لكن بيجل ولد حميد لم يستطع بعد التخلص من داء "الجهوية" المقيت ـ فيما يبدو ـ , وهو داء عضال لا يقل خطورة عن مرض العنصرية , حيث اعتاد بين الفينة والاخرى توجيه انتقادات مباشرة أو غير مباشرة للولايات الشرقية من الوطن بصفة عامة وللحوض الشرقي وساكنته بصفة خاصة ,لحاجة في نفس يعقوب هو أدرى بها.
فقبل ما يزيد على العام وجّه ولد حمّيد كلاما لاذعا للموظفين والفاعلين السياسيين المنتمين لتلك الولاية , واليوم ـ وفي احدى ورشات الحوار الدائر حاليا في قصر المؤتمرات ـ بدر منه كلام يصب في نفس الاتجاه.
ولد حميد قال أثناء مداخلته إن هنالك ظواهر تقترب من أن تكون ظاهرة مقننة أو مدسترة يجب العدول عنها، كمنح منصب الوزير الأول لسكان الشرق أو الحوض الشرقي تحديدا.
تصريحات ولد حميد أثارت ضجة داخل القاعة، ووصفها بعض الشباب بأنها تصريحات جهوية مرفوضة من رئيس حزب سياسى ينظر إليه قدر كبير من الموريتانيين بالاحترام، مذكرين بأن استهداف "الشرق" من بعض الأطر في جلسات علنية أمر مستغرب ويجب العدول والاعتذار عنه.
بعض أطر الشرق الموريتانى تجنبوا التعليق على تصريحات ولد حميد داخل القاعة، لكنهم لاحقوه أمامها مذكرين الرجل بأن ما أدلى به أمر مرفوض، وأنه كسياسى محترم يجب أن يبتعد بنفسه عن التصريحات التى قد تثير النعرات الجهوية أو يفهم منها استهداف جهة مهما كانت وجاهة المطلب أو سلامة القصد.
ومن أبرز الذين ناقشوه من داخل الشاب سيدي محمد ولد كواد وبعض الشباب الفاعلين فى الحزب الحاكم ومن خارج القاعة الأمين العام السابق لوزارة العدل "محمد ولد التيجانى" ونائب مقاطعة جكنى "أطول عمر ولد أنديده"، كما حاول أحد نواب حزب الوئام المعارض (الدان ولد عثمان) التخفيف من الجدل الدائر، قائلا إن تصريحات الرئيس بيجل ولد حميد أسيئ فهمها.
اطلس انفو+زهرة