أشرف رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني ونظيره السنغالي، السيد ماكي صال، اليوم الثلاثاء في مدينة روصو، على وضع حجر الأساس لبناء جسر روصو، الذي سيعزز حركة النقل والمبادلات التجارية بين البلدين الشقيقين.
وقال رئيس الجمهورية في كلمته خلال هذه المناسبة إن الشعب الموريتاني والسنغالي لم ينظروا قط إلى نهر السنغال على أنه حاجز يفصل بينهم، وإنما رأوا فيه موردا مشتركا يغذي الروابط التي تجمع وتُوحد بينهم، مؤكداً أن "بناء الجسر يستجيب لضرورةٍ اقتصادية ماسة، ويترجم إنجازا تنمويا ملموسا، استجابة لتطلعات شعبينا".
وأضاف رئيس الجمهورية: " بكل تأكيد، العَبَّارات التي كانت تربط مدينتي روصو، ساهمت طيلة العقود الماضية، في تسهيل حركة الأشخاص والبضائع، ولكن في السنوات الأخيرة وبسبب النمو المتسارع لحركة النقل في هذا المحور الذي يربط أوروبا والمغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، جعل من الملح والعاجل تشييد بنية تحتية تكون على مستوى ضغط التبادل ومتماشية مع تطلعاتنا الكبيرة نحو النمو والتنمية المستدامة".
أما الرئيس السنغالي ماكي صال فقد قال: إن الجسر أكثر من مجرد وسيلة للعبور بين ضفتي النهر وأن الجزء الأكبر من الفضل في إنجازه يعود إلى "قيادة وإرادة" الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وأضاف: "في هذا اليوم التاريخي 30 نوفمبر 2021، نحن نواصل صناعة التاريخ، على خطى الأجداد الذين نفخر بهم، ونفخر بميراثهم".
وأضاف الرئيس السنغالي قائلا: إ ن جسر روصو يشكل حلقة أساسية من محور طنجة – الدار البيضاء – نواكشوط – دكار، المحور الذي يستمر ليصل أبيدجان ولاغوس، مؤكدا أن مشروع الجسر ينضاف إلى سلسلة مشاريع البنية التحتية لتحقيق الاندماج الإفريقي.
ويشكل بناء جسر روصو تجسيدا لعلاقات الأخوة والمحبة التي تربط الشعبَيْن، وتحقيقا لتطلعات شعوب المنطقة في الاندماج وتعزيز التواصل وتسريع انسيابية الحركة على المحور الرابط بين أوروبا وإفريقيا مرورا ببلادنا وجمهورية السنغال.
وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع وملحقاته 63.87 مليون أورو بتمويل مشترك بين حكومتي البلدين وكل من البنك الإفريقي للتنمية، والإتحاد الأوروبي، والبنك الأروبي للاستثمار.
ويبلغ طول الجسر 1481 مترا، وعرضه 2.7 مترا موزعة على اتجاهين، في حين يبلغ عرض رصيف الراجلين 2.125 مترا، وعرض رصيف الدراجات 2.425 مترا.
وتضم ملحقات المشروع إعادة تأهيل 10 كلم من شبكة الطرق الحضرية في الجزء الموريتاني في مدينة روصو وتوسعة وعصرنة شبكة المياه الصالحة للشرب بها، وتهيئة 65 كلم من الطرق الرملية المدعمة في الجزء السنغالي، وإنجاز عدة مباني في الجانبين، كما يتضمن المشروع إنجاز عدة دراسات هامة تهدف لتطوير وعصرنة منطقة المشروع.
ويضم مشروع بناء جسر روصو كذلك ثلاث عقود أخرى تتعلق بدراسة وتصميم محطات الرقابة الحدودية، والتحسيس والتوعية لسكان منطقة المشروع حول الوقاية من الأمراض المعدية، وحماية البيئة والسلامة الطرقية، ومتابعة وتقييم التأثير الاجتماعي والاقتصادي للمشروع.