حريتي كرامتي!/ زين العابدين سيدي عالي ملاي الزين

خميس, 18/11/2021 - 16:56

شخصيا أعتبر أن الحرية أحد أسس هذه الحياة وبدونها يفقد الإنسان أغلى مالديه الشخص الذي لايمتلك الحرية في التعبير أو الرأي ليس إلا شخصا أبكم لا يستطيع الكلام، فهو يرى الفساد ولا يَستطيع ردعه، ويرى الإنتهاكات اليوميَّة لحقوقه ولا يَستطيع إيقافها، ويرى نفسَهُ محكوماً بقواعد وقوانين جائرة لا يَستطيع الإفلات منها، لقد تم الإعتراف بحق حرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان في المادة رقم 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،وتم أيضا الإعتراف بحق حرية التعبير في القانون الدولي لحقوق الإنسان في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية . الجدير بالذكر أنَّ المادة 19 من العهد الدولي ينص على : ( لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة) وأنَّه ( لكل إنسان حق في حرية التعبير وحرية الرأي فالحرية هي العقل و الإرادة، وأخذ القرارات بأريحية واستقلالية تامة والتعبير عنها بدون ضغط ،الحرية بشكل عام شرط الحكم الذاتي , وهي أغلى ما يملك الإنسان وهي حق غير قابل للتفويت، إذ لا كرامة ولا حياة دون الكرامة، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ، الحرية غاية سامية، يتطلع إليها كل  إنسان يقول نزار قباني :

 

 زعموا أنني طعنت بلادي    وأنا الحب كله والوفاءُ

 أيريدون ان امص نزيفي    لا جدار أنا ولا ببغاءُ

أنا حريتي فإن سرقوها       تسقط الارض كلها والسماءُ

ما أحترفت النفاق يوما       وشعري ما أشتراه الملوك والامراءُ

كل حرف كتبته كان سيفا    عربيا  يشع منه الضياءُ

 

فبدون الحرية تضيع الأحلام هي نعمة كبرى أعطاها الخالق للإنسان، و قيّدها بحدود التعايش والاحترام المتبادل بين خلقه، مما يجعل من الحرية حق للجميع، فلا يُسمح لأحد بأن يجور على حرية الآخر، ليصبح الناس في كل شيء ، يقول المفكر الإسلامي د. أحمد كمال أبو المجد أن الإنسان خلق حراَ في استعماله واستخدامه الجوارح التي وهبها إياه الله سبحانه وتعالى، وأن ينطلق بنظره في هذا الكون العظيم الذي سخره الله عز وجل له كي ينتفع به، مشيراً إلى أن الحرية غريزة، وأن الغرائز جهاز طبيعي في الإنسان، ومن هنا فلا يجوز كبت الحرية أو قتلها وإنما ترشيد استخدامها في إطار العقل والحكمة.

 

و في الأخير اغتنم الفرصة هنا لتهنئة الشعب الموريتاني بمناسبة ذكرى شهر الكرامة والعزة، حيث استقلت "  أرض المنارة والرباط " عن  الإحتلال الفرنسي في 28 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1960، عاشت بلادنا حرة  حفظ الله وطننا وأدام عليه نعمة الأمن والأمان

 

 

سنحمي حماك ونحن فداك    ***   ونكسو رباك بلون الأمل 

                         وعند نداك نلبي أجل

 

بدور سمائك لم تحجب   ***   وشمس جبينك لم تغرب