شيئا فشيئا يتساقط الورق من أعلى شجرة السلطة الوارفة، ويوما بعد آخر تتكامل الصورة المنصفة للمخلصين الصادقين، مستبعدة المتصنعين المتسرعين من إطارها.
فبرباطة الجأش، والقناعة والصبر ، سيتحدد رجال الدولة، ذوو الجدارة العالية على المستويين السري والعلني، ومع الزمن والصرامة ستبنى العقلية الجمهورية، في اللاشعور، بعيدا عن المقاسات الفردية، و دولة الفرد.
من البداهة، في ظل هذا الواقع، أن يختفي بعض الجبناء سياسيا، خلف صراع يطفو تارة، ويخبو تارة أخرى، مع بعض رجالات الدولة الخلص ، على أساس أنهما الغربال، المعني بتصفية وجرد قائمة المتسللين والغرباء، و بوصفهم المكلفين بترتيب الأولويات، وتحديد الكفاءات الضرورية، بعيدا عن العواطف، والتوازنات الرجعية.
فليس من الغريب، أن يكون لكل نظام حظه، من صراع الأجنحة إن وجد، سعيا لتثبيت أركانه، وتوسيع نفوذه على المديين القصير والمتوسط، وإبعادا لساحة المعركة عن هرم السلطة، صاحبة القرار، في التمكين لمن تريد، وتهميش من يحاول الخروج على نفوذها، أما من يجارونها تصنعا، وبحثا عن مآرب، فحبل التصنع، يشبه حبل الكذب، كلاهما قصير.
إن من غير المعقول والمنطقي، أن يتجاهل أو يتناسى مقربو الرئيس، ومنفذو تعليماته السامية، أوامره مهما كان نوعها، ولصالح من تكون، سيما إذا كانت ذات بعد وطني، ولكن قد يسعون إلى إقناعه في العدول عنها، وإن عجزوا عن ذلك باركوا، وقدموا المسوغات إن تطلب الأمر، هذا هو الواقع، وما سواه لا يعدو كونه مجرد أوهام وتزييف للواقع.
ترى إلى متى سيحمل المصنفون والمنفرون، أنفسهم مسؤولية عجزهم عن إقناع مرؤوسيهم، بدل الحربائية، في صناعة العداءات؟
ومتى سنقدر،على تحقيق انسجام وتكامل، ولو على مستوى السلطة، حتى نقدر أن نعبر نحو الضفة الأخرى بشكل آمن؟
سيد أمحمد أجيون