لقد نشأت العاصمة نواكشوط مع بداية تشكل الدولة وبدأت تزداد أهميتها وتتركز فيها مصالح السكان إلى أن بلغت الحال الذى هي عليه الآن .
لقد تركزت المؤسسات التعليمية و الصحية من جامعات ومستشفيات تخصصية في انواكشوط وغيرها من البنى التحتية والخدمية .
انتج هذا الواقع إتخاذ ثلث سكان البلاد العاصمة كسكن دائم ضف إلى ذلك أن هناك جيلا بأكمله تربى فى انواكشوط ولا يعرف غيرها من المدن الداخلية للبلاد .
هذا الواقع يفرض إتخاذ استراتيجية عادلة تنصف سكان انواكشوط بولاياته الثلاث فمع بداية الديمقراطية كان هناك تمثيل لكل مقاطعة رغم ضمور التمثيل البلدى المقاطعى إلى حد الآن .
لم تحظ أي مقاطعة فى انواكشوط بتمثيل بلدي كامل الصلاحيات بفعل المجلس الحضرى الذى ظل يمارس الوصاية منذ نشوء البلديات إلى حد الآن ثم حل مكانه المجلس الجهوي رغم أهمية كل من مقاطعات انواكشوط إذا ما قورنت بمقاطعات الداخل .
أما التمثيل النيابى فكان أحسن فى بداية المسلسل الديمقراطى بحيث كان سكان كل مقاطعة يعرفون نائبهم أو نوابهم وشيخهم إلى غير ذلك من حصتهم الإنتخابية أما وقد طبق القانون الإنتخابيى لسنة 2001 فاختلط الحابل بالنابل ولم يعد يعرف المواطن ولاتعرف المواطنة المسكينة المغلوبة على أمرها إلى من تتوجه لطرح مشاكلها الجمة من أمن وتعليم وصحة ونظافة ومياه وكهرباء إلى غير ذلك من الضروريات فأصبح عندنا ما يعرف بنواب انواكشوط المشكلين من موزاييك سياسى لا نعرف أحزابهم ولا التشكيلات السياسية التى أفرزتهم رغم جدية بعضهم وإهتمامه بحل بعض المشاكل من باب التطوع لا من باب الإلتزام أمام أية جهة .
بعض الذين لهم أغراض بحسن نية أو لعدم إلمام أو إهتمام بالموضوع يرددون مقولات تثير امتعاض انواكشوطيين بأن ساكنة انواكشوط هي قبائل ومجموعات يتحكم فيها من داخل البلاد وهذا قول مردود بحكم الواقع والبرهان مايلى :
- يبلغ عدد ناخبى انواكشوط ما يقارب أربعمائة ألف ناخب كلهم يصوتون فى نواكشوط بعد مغادرة جميع فاعلى الداخل إلى دوائرهم
- غالبية هؤلاء الناخبين لم تعد لديهم أية صلة إلا بانواكشوط
- هناك جيل بأكمله ولد ونشأ هنا دو ن أن يعرف أية مدينة فى الداخل
- تحتضن العاصمة غالبية الشباب السياسى فبدون إشراكه لا تجديد منطقي للطبقة السياسية
- يوجد سياسيون فى انواكشوط منذ عشرات السنين يؤطرون الساكنة ويعتبرون انواكشوط دائرتهم الإنتخابية
سكان انواكشوط يصنفون كمتمردين ناقدين لكل سلطة نظرا لتهميشهم والمفاهيم التى تعتقد الأنظمة السابقة بأن سكان انواكشوط يدارون من الداخل ,
بناء على ما تقدم نرى- وما أدون هنا- كان نتاج نقاش مطول بين غالبية الأطر والفاعلين في انواكشوط :
- يجب أن تحظى كل مقاطعة وكل ولاية بانواكشوط بكامل الإعتبار مثل نظيراتها من ولايات ومقاطعات الداخل
- يكون فى كل مقاطعة مجلس بلدي له كامل الصلاحيات
- يجب أن تمثل كل مقاطعة بنواب حسب عدد سكانها بالمعيار الوطنى
- يجب أن تتمتع كل ولاية بمجلس جهوي كامل الصلاحيات وتمثل فيه المقاطعات التابعة لها بالمعيار المعتبر وطنيا
- إعادة الإعتبار للفاعلين والأطر الناشطين فى العاصمة من خلال تثمين أدوارهم بالمشاركة الإدارية المناسبة
- زيارات ميدانية من طرف فخامة رئيس الجمهورية والتحدث مع الساكنة تماما كما فى الداخل
نرى أن الأخذ بعين الإعتبار ما تقدم سيكون حاسما فى كسب ود ساكنة العاصمة وكسب الرهان السياسي .
والله ولي التوفيق
المهندس :أحمد جدو ولد الزين الإمام