إن ظاهرة الإسترزاق السياسي ظاهرة ليست بالجديدة على هذا البلد ، منذ نشأته وهناك طبقة من الناس، همها الوحيد هو الإسترزاق على أصحاب العقول المحدودة و ما إن تقترب الإنتخابات حتى يبدأ موسم ليس كالمواسم عند الساسة حيث يجد فيه ضالته تكسبا على حساب الضعفاء إن لم تكن صاحب خطابات رنانة وتتقن التملق جيدا لا مكان لك في معترك سياسة " أهل لخيام " ، لقد أصبح الكذب على المواطنين شيئ أساسيا وادات من أدوات السياسة إذا لم تتقنه فأنت خارج عن الملة السياسية، لم يعد الكذب عيبا أو حراما بل أهم متطلبات مهنة السياسية ، و هنا يستحضرني قول احد الادباء قائلا :
يزه يالشعب امن التصفكاك = ومن الدعايه والتشلاك =فالحملات ؤمن تعلاك = صور وحدين ابلامزه= ؤيزه من زرك اعل لخلاك= ؤمن بيعك لصواتك يزه = يزه يالشعب انت مشتاك =للعدل ؤمشتاك العزه =ؤلاحك حزه فالفقر اتفاك =ؤمتخطي فالجهل الحزه
مايحدث في المواسم الإنتخابية يذكرني ببيع الأغنام حيث يسوق المالك أغنامه إلى السوق ومن يدفع أكثر يشتريها، وفي الإنتخابات يتحكم شخص واحد في القبيلة أو الجهة ويبيعها بمصالحه الشخصية ، من يبيع ضميره سيبيع وطنه مادام قد أستهان عليه بيع الضمير أين هو من الوطنية؟ يقول أوليفر وندل هولمز : الضمير ، شيء نادر لا تجده في كل إنسان ، لقد أصبحنا اليوم نعيش في زمن التفاهة أصبح تّجهيل المواطن سياسة ممنهجة لامتلاك زمام ؤمورهم خرجوا إلينا الساسة بأفكارٍ وممارساتٍ خالية من القيم والأخلاق، بعيدا عن ثوابت الدين الإسلامي، يقول أيضا ابن خلدون رائد علم الاجتماع العربي، عندما كتب في مقدمته الشهيرة في القرن الرابع عشر الميلادي قال فيها : عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيقهون.. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعاني والكلام.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل" وهذا الواقع هو ما ينطبق على ساستنا اليوم ! إلا من رحم ربي.
يخدرون المواطن بكلمات رنانة ووعود تموت يوم أنتهاء الحملات الإنتخابية إلى متى ؟ ، هؤلاء الساسة الكاذبون ، العابرون على أديم الزمن ، على زوال الوقت ، العابرون على أحلامنا وامالنا ، العابرون على جثت وهياكل المسحوقين ، كذبا وافتراء إلى متى ؟ علينا الوقوف بحزم في وجه كل من سولت له نفسه الإسترزاق على ظهورنا وعلم أيها المواطن أن الله تعالى يقول : «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
زين العابدين سيدي عالي