قرية حاس انبك(النشأة والتأسيس)

أربعاء, 13/10/2021 - 19:24

لقد شهدت جل مناطق البلاد الداخلية  موجة استيطان بشري؛ جاء على انقاض حياة البدو الرحل الذين كانوا يظعنون بحثا عن الكلأ والمرعى فحيثما لاح برق ونزل غيث في مكان ما؛ شدوا الرحال إليه وذلك ديدن المنمين في صراعهم للحصول على ما تقتات عليه مواشيهم من عشب ونجليات وأشجار.
بيد أن نفوق المواشي نتيجة لضربات الجفاف المتعاقبة خلال العقود الأخيرة من القرن الماضى؛ فرضت على أفواج الرحل أن تستقر في نقاط معينة وذلك مع بداية قيام الدولة؛ ومن بين تلك التجمعات التي نشأت أنذاك "قرية حاس انبك"؛ حيث أسسها أخوالنا" أهل سيدي محمود" من فخذ أولاد موسى بزعامة حمودي ولد سيدي محمود رحمه الله رحمة واسعة؛ ومن ثم نشأ استيطان آخر تحت مسمى " حاس انبك 2"، حسب الوثائق الإدارية سنة 1968؛ أسسه السيدان: محمد الامين ولد اكه وأخوه محمد عمو ولد اكه، فقد مكنتهما قرابة لخؤولة من أهل سيدي محمود من حفر بئر(حاس الطلحاية) تحت شجرة الطلح؛ التي لا تزال تقاوم عاديات الزمن بأغصانها الفارعة وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ.
لقد كان الرجلان نواة لتأسيس القرية الجديدة بعد أن توافد باقي "أسر أهل اكه"إلى عين المكان؛ وقد كان ذلك في حدود العام 1968.
بعد تأسيس القرية توافد إليها بعد ذلك عائلات أهل احمد بي (أزمان النيرب رحمها الله)؛ فأهل محمد ابراهيم ومن ثم قدم على القرية الشريف أبي ولد شيخنا احمد حماه الله؛ مع بعض من تلاميذته؛ في بداية السبعينات من القرن الماضي؛ وقد شكل ذلك زيادة كبيرة في نمو القرية الديموغرافي؛ فتداعت أسر عديدة إليها.
مما ساهم ذلك في لفت انتباه الإدارة مع جهود أبناء القرية في إنشاء بعض المنشآت الحيوية فيها؛ مدرسة حاس انبك 1991، وبئر ارتوازي يشتغل بالطاقة الهوائية سنة 1996؛ الذي تعطل وتم استبداله بآخر يعمل بالطاقة الشمسية سنة 2005.
كما استفادت القرية 1994 من حزام أخضر ؛ أقيم شرقي القرية وشمالها صد زحف الرمال؛ الذي كان يهدد  موقع القرية.
لقد كانت رئاسة القرية للوالد والعم "المرحوم بإذن الله" وقفه ولد أكه الملقب الداه عالي؛ الذي تولى سياسة القرية في علاقتها مع الإدارة والنخبة السياسية التي أدارت دفة سياسة المقاطعة التابعة لها ردحا من الزمن؛ تجلى ذلك في علاقته الوطيدة بوالدنا وعمنا المرحوم؛ بإذن الله محفوظ ولد خطري؛ شيخ المقاطعة ووجيهها الأول.
وقد مثل القرية الوالد "الداه عالي"؛ كمستشار بلدي في مركز لعوينات؛ وبعد وفاته تولى المهمة السيد؛ محمد يرب ولد اكه؛ الذي لا يزال يحتل المنصب إلى الآن.
وتمتلك القرية نقطة صحية تم إنشاؤها 2006.
وقد شكلت القرية مركزا انتخابيا منذو بداية الديمقراطية والتوجه نحو أسلوب الانتخاب المباشر لاختيار المنتخبين المحليين من عمد ومستشارين بلديين.
وتعتبر قرية حاس انبك؛ قلب مجرة من القرى المتفرقة التى تحيط بها والتي لو كان هناك تنسيق بيني لشكلت نواة لمدينة يمكن التعويل عليها في الحد من ظاهرة التقري العشوائي؛ خصوصا بعد أن مر عليها الطريق الرابط بين المركز الإداري اعوينات ازبل والمقاطعة جكني.
ومثل باقي القرى المجاورة عرفت القرية نزوحا لمعظم رجالاتها إلى المدن الكبرى كنواكشوط ونواذيبو بحثا عن فرص للعمل كما هاجر البعض منهم خارج البلاد.
وقد أصاب العديد من شبابها داء التسرب المدرسي؛ الذي فرضته عوامل الفقر وصعوبة متابعة الدراسة ما بعد تجاوز مرحلة الإبتدائي.
يوجد بالقرية مسجد ومحظرة نموذجية لتحفيظ القرآن والنصوص الشرعية؛ كما توجد بها زاوية للطريقة الحموية؛ ومحظرة.

ورغم ما للقرية من مؤهلات الموقع والبعد التاريخي؛ فإن هناك إكراهات تتعلق بملوحة المياه الذي أضحى عامل طرد للسكان الذين هاجر العديد منهم خلال السنوات الأخيرة جراء ذلك.

إعداد:
اشريف احمد ولد أكه
احمد جدو ولد أكه