في النصف الأول من العام الجاري؛ حطّم خام الحديد الأرقام القياسية للأسعار مدفوعًا بالطلب القوي من مصانع الصلب الصينية. ولكن في الأشهر الأخيرة نفّذت بكين تدابير للحد من هذه الزيادة وأيضًا تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وهكذا انخفض سعر خام الحديد تسليم أكتوبر إلى 90 دولارًا للطن يوم الاثنين (20 سبتمبر) في بورصة سنغافورة وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من عام. وهكذا تستمر سعر هذا المعدن في اتجاهه التنازلي الذي بدأ قبل بضعة أشهر مع انخفاض بأكثر من 120 بالمائة مقارنة مع الذروة البالغة 203 دولارات للطن التي وصل إليها في مايو الماضي.
وفي حين أن الصين كانت هي المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الحديد بين نهاية العام الماضي والنصف الأول من العام الجاري فإنها كذلك حاضرة عندما يتعلق الأمر بتفسير هذا الانخفاض الممتد.
لقد شددت بكين بالفعل قواعدها لمكافحة التلوث ونفذت تدابير لتشجيع أو حتى إجبار مصانع الصلب التي تستخدم خام الحديد لتقليل إنتاجها. وقد آتت هذه الإجراءات الصينية ثمارها الآن حيث انخفض إنتاج الصلب في أوائل سبتمبر.
يقول أتيلا ويدنيل ، الرئيس التنفيذي لشركة Navigate Commodities في تعليقات نقلتها بلومبيرج: "نتوقع المزيد من الانخفاض في أرقام إنتاج الصلب الصيني الأسبوعية مما سيؤدي إلى زيادة تراجع أسعار خام الحديد".
أي تأثير على إفريقيا؟
لقد كان خام الحديد أفضل المعادن أداءً في الأسواق في عام 2020 وبداية العام الجاري وقد استفاد من هذا الارتفاع شركات التعدين والدول المنتجة وخاصة أستراليا والبرازيل.
وبينما استفادت جنوب إفريقيا وموريتانيا وليبيريا المنتجون الأفارقة الرئيسيون الثلاثة أيضًا من هذا الوضع فمن المتوقع الآن أن يشهدوا انخفاضًا في عائدات صادراتهم في هذا القطاع.
علاوة على ذلك؛ إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يتباطأ تطوير بعض مشاريع التعدين. في موريتانيا على سبيل المثال؛ تسعى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) مضاعفة إنتاجها السنوي بحلول عام 2026 لكن انخفاض الأسعار قد يعيق خططها.
يُذكر أنه وفقًا لتقديرات وكالة فيتش للتصنيف الائتماني؛ من المتوقع أن يتم تداول خام الحديد عند 75 دولارًا للطن بحلول عام 2025 وينخفض إلى 63 دولارًا في عام 2030.
ترجمة الصحراء