كتبت كغيري، عن الإجماع الوطني الذي استطاع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تحقيقه خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية والذي عززه بعد فوزه بها.
كما لاحظت، مع غيري، جو التهدئة والانفتاح الذي ساد خلال الفترة الماضية من حكم فخامة الرئيس وكيف أنه انتهج سياسة الأبواب المفتوحة في علاقته بجميع الفرقاء السياسيين وإشراكهم في الرأي؛ بل وفي التسيير أحيانا كثيرة؛ مهما تباينت آراؤهم.
وبطبيعة الحال، الكل كان على اطلاع بالأهمية البالغة لهذا الجو وذلك الإجماع وما يترتب عليهما من ظروف مساعدة على تنمية البلد واستقراره، وهذا مرد ارتياح الجميع خلال هذه الفترة.
هذا الارتياح ضاعفه لدى المواطن حجم المشاريع التي تم الإعلان عنها والفئات المستهدفة بها، وهي في الغالب الفئات المغبونة والمهمشة.
غير أن سلوك بعض المسؤولين وطريقة إخراجهم لبعض هذه المشاريع، على أهميتها، والصور التي يوزعها من يفترض فيهم دعم فخامة الرئيس، كل ذلك ولد لدي باعثا للكتابة عن هذا الإجماع من زاوية أخرى!
السياسة، كما هو معلوم لعبة يمارسها، في العادة، فريقان على طرفي نقيض أحدهما حاكم والآخر ساع إلى الحكم.
حدة التناقض بين هذين الطرفين تشتد كلما غذاها اعتناق أحدهما أو كليهما لعقيدة فكرية ما أو مذهب ديني معين.
لذلك نجد كلا منهما يسعى إلى تقوية مركزه هو وتشويه صورة غريمه للسيطرة على الناخبين، والوصول إلى السلطة لمن هم خارجها أو لتقويتها لمن هم في الحكم.
إذن، هذا التوازن في الرعب، يحتم على الفريقين اليقظة الدائمة، ويذكي فيهما جذوة الخلق والإبداع (على الأقل في آليات وطرق التنافس)، كل في مجال اهتمامه؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق هدفيهما المتباينين.
لكن، ما ذا لو حدث أن وجدنا صاحب السلطة والباحث عنها في خندق واحد معا؟
شخصيا، أخشى في هذه الحالة من أن يبقى الصراع التقليدي حاضرا في ذهني الفريقين، وأن ينعكس ذلك سلبا على السلطة التي لا يعتبرها أي منهما سلطته؛ بل أكثر من ذلك يخيل إلي أن كلا منهما سيعمل على إحراجها؛ لأنه يرى في نجاحها نجاحا لغريمه التقليدي!
فالموالاة الأصلية تخشى من أن يرد المواطن البسيط (وهو ساحة الصراع) أي نجاح للسلطة إلى الفريق الجديد فينال(الفريق) تعاطفه(المواطن)، بينما لا يروق لهؤلاء نجاح يشاركهم فيه من كانوا في السلطة قبلهم، خاصة أنهم أدرى بالطريقة المثلى لاستغلاله بحكم تجربتهم في ممارسة السلطة!
وفي أحسن الأحوال، أستبعد قيام أي من هذين الفريقين بتلميع ما قام به غريمه من جهود حتى ولو كان عضوا معه في الحكومة!
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.
الديماني ولد محمد يحي