اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء بمحادثات استانة بين النظام والمعارضة السوريين وما أسفرت عنه هذه المحادثات من نتائج ، والجدل الدائر في لبنان و مستقبل العلاقات الأمريكية المصرية ،والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن القضية الفلسطينة في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة .
في مصر، خصصت صحيفة "الأهرام " افتتاحيتها للعلاقات المصرية الأمريكية عقب تولي الإدارة الأمرريكة الجديدة مهامها ، وكتبت أنه "يبدو من الواضح أن الادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ـ التى تتبنى موقفا حاسما ضد الجماعات الإرهابية ـ تدرك جيدا قيمة مصر وقامتها، وتعلم حقيقة الدور الكبير الذى تلعبه أرض الكنانة فى التصدى للإرهاب، والعمل على اقتلاع جذوره".
وأضافت أن ذلك هو ما حدى بالإدارة الأمريكية الجديدة إلى أن تعد ب"العمل على دعم الموقف المصرى فى هذه المعركة"، مشيرة إلى أن ردود فعل الصحف العالمية على الاتصال الهاتفى الذى تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى من نظيره الأمريكى يبين "الآمال الكبيرة التى يعلقها الكثيرون على التنسيق المصرى الأمريكي، والدور الذى يمكن أن يقوم به لحل الأزمات التى تعانيها المنطقة فى سوريا وليبيا، واليمن وغيرها، وكذلك إعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".
وفي الشأن المحلي تناولت صحيفة "الجمهورية" في افتتتاحية بعنوان "عيد البطولة والتضحية" احتفال مصر اليوم بعيد الشرطة،وكتبت أن "خمسة وستين عاما مرت اليوم علي تلك الملحمة التاريخية التي جسدت أسمي معاني التضحية والفداء والشجاعة والوطنية لرجال الشرطة الأوفياء الأبطال الذين دافعوا ببسالة عن مبني محافظة الإسماعيلية ضد قوات الاحتلال التي حاولت غزو المبني واحتلاله " في عام ،1952 مؤكدة أن رجال الشرطة ، وفي الوقت الذي تحتفل فيه مصر بهذه المناسبة، "يواصلون رسالتهم السامية للدفاع عن مقدسات الوطن وسلامة أراضيه. يضحون بأرواحهم لمكافحة الإرهاب وتطهير كل شبر من أرض الكنانة من عناصره الآثمة".
وواصلت صحيفة "الأخبار" من جهتها الحديث عن التعديل الوزاري المرتقب في مصر، وكشفت استنادا إلى مصادر رفيعة المستوى أن مجلس النواب سيناقش في فاتح فبراير المقبل أسماء المرشحين لدخـول التشكيل الوزاري، لإقرار ما يراه في الترشيحات طبقا للدستور.
وأضافت المصادر، بحسب الصحيفة، أنه ينتظر أن ينتهي رئيس الوزراء من وضع الملامح النهائية للتعديل غدا، ليبدأ في لقاء الشخصيات المرشحة للحقائب الوزارية التي سيتم تغيير شاغليها، ثم عرض قائمة الترشيحات علي الرئيس السيسي للبت فيها قبل إحالتها إلي مجلس النواب.
وفي لبنان ، ركزت (الديار) على الجدل الدائر حول قانون الانتخابات النيابية المقررة في ماي المقبل، وكتبت أن "التفاوض المضني" حول هذا القانون يتواصل في الكواليس السياسية، مشيرة الى أن "هذا المخاض المستمر لم يفض بعد الى انتاج قناعة مشتركة لدى القوى المتباينة حول مشروع انتخابي واحد، يكون قادرا على الجمع بين المصالح المتضاربة"، ناقلة عن مصادرها قوله إن المخرج "ربما يكمن في قانون مختلط ذكي الذي تمتزج في تركيبته (مقادير) النسبي والاكثري والميثاقية والعدالة".
وإقليميا، وتحت عنوان "آلية ايرانية روسية تركية لوقف النار"، قالت الصحيفة إن مؤتمر أستانا لم يتوصل الى اي نتائج ملموسة والتقت إيران وروسيا وتركيا بالتوافق على تأسيس آلية ثلاثية لمراقبة وقف اطلاق النار وسط خلافات عميقة وجذرية بين قوى النظام السوري والمعارضين.
أما (الجمهورية) فعلقت على المشهد الداخلي بالقول إن الهاجس الأمني ظل الطبق الأساس على الموائد السياسية وغير السياسية، على خلفية المحاولة الإرهابية الفاشلة في بيروت (السبت الماضي)، في ظل التقارير الامنية التي تتحدث عن خطط ونوايا إرهابية مبيتة للبلد، وفق ما كشفته اعترافات الارهابيين لدى مخابرات الجيش والاجهزة الأمنية.
وتحت عنوان "الى أين سيذهب الأسد: موسكو أم طهران؟" أشارت الى أن حديثا يجري في سوريا عن مخاض تحالفي عنيف بين سوريا وإيران، ويرى البعض وفق الصحيفة "أنه بداية انشقاق سيقود إلى انفجار العلاقات"، فيما يرى آخرون أن الرئيس السوري بشار الأسد نفسه "يقف على شفير هذا الانشقاق".
وأبرزت الصحيفة أن طبيعة ارتباط إيران بسوريا تختلف عن طبيعة ارتباط روسيا بسوريا، فهدف إيران "يتجاوز اللحظة الحالية وإبقاء الأسد في الحكم، وتعمل على التغلغل في نسيج المجتمع السوري اجتماعيا وثقافيا ودينيا (...)"، وخلصت الى أن الخطة الإيرانية في سوريا "يراد لها أن تعيش لعشرات السنين، لتدعيم ارتباط سوريا بالمشروع الإيراني في الشرق الأوسط، وهي وثيقة الصلة بما يراد للعراق ولبنان وسواهما من دول المنطقة".
وفي المقابل، تقول الصحيفة "تنظر روسيا من زاوية أخرى"، ملخصة الثوابت الروسية في سوريا في نقاط منها "منع تقسيم سوريا ونشوء كيانات متطرفة، طائفيا ومذهبيا وقوميا، حتى لا يهتز استقرار الاتحاد الروسي بمجموعاته المسلمة وذات الانتماءات القومية المختلفة، وأولها الشيشان"، ثم "الوجود العسكري في المياه الدافئة، بحيث تكون موسكو قادرة على لعب ورقة القوة، سواء في ما يتعلق بأوكرانيا ودول البلقان أو بدول الشرق الأوسط، بالتوازن مع القوة التي تنشرها الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين والإقليميين ولا سيما منها تركيا وإسرائيل".
كما تسعى روسيا لأن تكون لها حصة في الاستثمار في سوريا وسائر دول الشرق الأوسط، وأخيرا أن تكون سوريا أهم نقطة نفوذ لروسيا خارج أراضيها، بعد سقوط النقاط الأخرى، ما يتيح لها العودة إلى دورها الدولي المفقود مع سقوط الحرب الباردة والمنظومة الاشتراكية في نهاية الثمانينات.
وفي ذات السياق، أشارت(الأخبار) الى أن مؤتمر أستانة انتهى في حدود سقف التوقعات، أي بيان من الثلاثي الضامن" عن تثبيت وقف إطلاق النار وآلية لتحقيق ذلك " تبحث لاحقا"، لتكون المفاوضات مجرد مرحلة جديدة من صوغ التقارب الروسي ــ التركي، فيما "الخلافات" الكبرى حول آلية قتال الإرهابيين وفصلهم عن "المعتدلين" أرجئت إلى لقاءات أخرى.
وفي فطر، نقلت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما اليوم الأربعاء، عن المعارضة السورية قولها إن محادثات أستانة التي استمرت ليومين "لم تأت بأي تقدم يذكر"، وأن "البيان الذي صدر يمثل الدول الثلاث الموقعة عليه فقط، وليس بيانا ختاميا للمفاوضات".
وتحت عنوان "مراوغة النظام السوري"، كتبت صحيفة (الراية) ان هذه النتيجة جاءت بسبب "تعنت النظام السوري وإيران وتنصلهما من بنود اتفاق الهدنة"، وهو ما "يضع روسيا بصفتها أحد الأطراف الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار والضامن للنظام، أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليها إيقاف جرائم النظام والضغط عليه بكل الوسائل لقبول الحل السلمي والدخول في مفاوضات جادة في جنيف خلال شهر فبراير برعاية الأمم المتحدة"، مشددة على ضرورة "أن لا تكون مثل سابقتها"، مجرد فرصة للنظام "لتجميل وجهه القبيح وأخذ شهادة حسن سيرة وسلوك من المجتمع الدولي من دون أن يقدم تنازلا واحدا للدفع باتجاه الحل السلمي".
وخلص كاتب افتتاحية الصحيفة الى انه "أمام هذا التعنت المستمر من النظام السوري وحلفائه الطائفيين تجد المعارضة نفسها مضطرة للعودة إلى حمل السلاح من أجل الدفاع عن الشعب السوري وحقوقه في العيش بكرامة وحرية فوق أرضه بعيدا عن نظام البعث الإجرامي".
ومن جهتها، أشارت صحيفة (الشرق) الى ان المحادثات خرجت باتفاق الدول الراعية (روسيا وتركيا وإيران) على وضع آلية لتطبيق ومراقبة وقف إطلاق النار، معتبرة أنه في حال "تم تثبيت هذا الاتفاق، ولم يكن مجرد غطاء سياسي لجرائم جديدة يرتكبها النظام السوري، سيكون خطوة إيجابية لصالح محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف الشهر القادم برعاية الأمم المتحدة".
واعتبر كاتب افتتاحية الصحيفة، تحت عنوان "مستقبل السلام في سوريا"، أنه بالنظر إلى أن أيا من الأطراف المشاركة في مفاوضات أستانة لم يوقع البيان الختامي ولم تحصل أي جلسة مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام السوري، وكان كل طرف ممثلا بالدول الراعية للقاء، فإن "محادثات جنيف المقبلة ستكون المحك السياسي لاختبار جدية النظام، ونجاعة الضغوط عليه، في التحرك نحو إيجاد حل سياسي للأزمة".
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الوطن) للورشة الرفيعة المستوى حول "المسؤولية عن الحماية ودور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الاستجابة للانتهاكات الجسيمة"، التي نظمتها بالدوحة على مدى يومين وزارة الخارجية بالتعاون مع المركز العالمي للمسؤولية عن الحماية، متوقفة عند كلمة المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، والتي أكد فيها على أن مبدأ المسؤولية عن الحماية وتعزيزه على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من خلال حماية المدنيين من الجرائم الجسيمة والوحشية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي وكذلك الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب "التزام أدبي وأخلاقي وقانوني يجب أن تسهم فيه جميع الدول"، مستحضرا دور دولة قطر في هذا الصدد ومستشهدا بما اتخذته مؤخرا من "إجراءات في الأمم المتحدة لتبني واتخاذ قرار لإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل النظام السوري وتوثيقها".
وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أن المؤتمر المنعقد في العاصمة الكازاخستانية ،والذي يجمع الأطراف السورية المتنازعة برعاية "روسية - تركية – إيرانية"، يمثل بوابة الدخول نحو مستقبل سورية، حيث أن الهدف المعلن للمؤتمر يتمثل في إنجاح وقف إطلاق النار، امتثالا لقرار مجلس الأمن الذي تم اتخاذه في هذا الشأن.
واعتبرت الصحيفة، في مقال، أن نجاح رعاة المؤتمر بجمع الأطراف المتنازعة يمثل نجاحا واضحا في هذا الاتجاه، لأن مجرد الجلوس معا على طاولة واحدة يعد الخطوة الأولى التي لا مفر منها للسير على طريق تهدئة الأوضاع داخل الأراضي السورية تمهيدا للتسوية "السورية – السورية".
وأشارت إلى أن هناك إصرار روسيا على إنجاح المؤتمر، والنجاح في فرض وقف إطلاق النار، ويظهر ذلك من خلال الضغط الروسي على النظام وعلى المليشيات الإيرانية التي حاولت اختراق وقف إطلاق النار في معركة بردى، مضيفة أنه لا مجال يبدو أمام الأطراف جميعها إلا الانصياع للقرارت الدولية، بما في ذلك المسلحين والمنظمات التي تمتهن التطرف.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) أن توقيت المؤتمر في ظل التغيب الأمريكي (...) يعطي فرصة أيضا للتراجع عن نتائجه، وحتى التنصل منه كلية في حالة فشله وتحوله إلى عبء على الدول الراعية، على أساس أن الأمريكيين يستطيعون أن يتدخلوا لفرض شروط جديدة، وأن الظروف أصبحت مواتية أمامهم لترتيب مصالحهم في المنطقة.
وأضافت الصحيفة، في مقال لها، أن النجاح التكتيكي في الحوار بين النظام والمعارضة يبقى مبتورا من سياق دبلوماسي ضروري أن يتم تأسيسه في إطار أوسع من الثلاثي الروسي - الإيراني - التركي والذي يشهد تباينات كبيرة بين الأطراف التي تتطلع لأن تأخذ المبادرة في صياغة مستقبل سورية.
أما صحيفة (الغد)، فكتبت أن "قدوم دونالد ترامب رئيسا أمريكيا يعلن كل هذا الانحياز الأكثر سفورا من أي وقت سابق للمشروع الاستيطاني التوسعي الإسرائيلي، لا شك أنه قد طرح تحديا على الفلسطينيين، والقيادة الفلسطينية التي شكلت، بالفعل، لجان عمل خاصة لتدارس سبل التصدي لهذه المرحلة الجديدة".
واعتبرت الصحيفة، في مقال، أن الفلسطينيين لم يمتلكوا في أي يوم حليفا استراتيجيا دائما، يدعمهم بما يوازن الدعم الأمريكي المطلق وغير المشروط للإسرائيليين، مشيرة إلى أن ما اكتشفه الفلسطينيون منذ منتصف ستينيات القرن الماضي تقريبا أن الاعتماد على ذواتهم هو الأمر الممكن، "وهذا هو الثابت الوحيد، أما تحالفاتهم الدولية والعالمية والعربية فمتغيرة ومتلونة، بحسب المرحلة".
وبالإمارات، كتبت الصحف المحلية بشكل خاص عن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية للهند حيث يحضر احتفالاتها بمناسبة عيدها الوطني، ونشرت في هذا السياق ملفات خاصة عن العلاقات المتطورة بين البلدين.
ومن جهة أخرى، أبرزت صحيفة (الخليج)، في إحدى افتتاحيتها أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لم يتأخر في تنفيذ وعوده الانتخابية، حيث بادر إلى إلغاء قانون (أوباما كير) الخاص بالرعاية الصحية الذي يهم ملايين الأمريكيين، و إلغاء اتفاقية (الشراكة عبر المحيط الهادئ) التي كان وقعها الرئيس السابق باراك أوباما في فبراير 2016 في أوكلاند عاصمة نيوزيلاندا، بمشاركة 12 دولة آسيوية بزعامة الولايات المتحدة لإنشاء أكبر منطقة للتبادل الحر في العالم،ºكما أصدر ترامب قرارا آخر بإلغاء اتفاقية أمريكا للتجارة الحرة (نافتا) مع المكسيك وكندا.
وأبرزت الصحيفة أن هذا أول الغيث كما يبدو، ذلك أن ترامب الذي أطلق العديد من التعهدات والوعود خلال حملته الانتخابية، حمل معه إلى البيت الأبيض ممحاة لإزالة كل أثر لإنجازات سلفه أوباما، خلال المائة يوم الأولى من رئاسته .
وشددت (الخليج) على أن ترامب يحمل ممحاة كبيرة لمسح كل أثر لأسلافه من الرؤساء الأمريكيين، من أجل "أمريكا جديدة وعظيمة" على مقاسه، قد تضع الولايات المتحدة في مواجهة مع العالم بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وربما من كوارث.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عن انتهاء مباحثات آستانا بين وفد النظام السوري ، وفد فصائل المعارضة، ب"بيان لم يرقى إلى مستوى الطموحات المأمولة".
وأوضحت أن الدول الراعية (روسيا وتركيا)، قد أمسكت العصا من المنتصف، وحاولت الخروج بأي نتيجة تبقي الباب مفتوحا لمفاوضات قادمة في (جنيف)، ولاسيما في ظل بروز توجه إيران نحو التعطيل وليس الحل.
وأبرزت الافتتاحية أن الأنظار كانت ولا تزال وستبقى تتجه إلى جنيف لسبب بسيط وهو أنها باتت عنوانا عريضا لمساعي البحث عن "حل سياسي" للأزمة، كون إخراج سوريا من دوامة الموت التي يغرق فيها الملايين من شعبها رهن بإنجاز حل سياسي واضح ومحدد وفق خارطة طريق تستبعد أي محاولات للتفسيرات التسويفية أو اللعب على عامل الزمن.