في مقابلة أجرتها وكالة أطلس ،مع السياسي صداف ولد الشيخ الحسين، تحدث خلالها عن الوضع السياسي في البلد، وعن سنوات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وهذا نص المقابلة:
اطلس انفو:ماهو تقييمكم لسنتين من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ؟.
صداف ولد الشيخ الحسين :التقييم الان في نظري ليس واردا لسببين .
السبب الأول هو أننا كموريتانيين لم نخرج حتى الآن من منطق أن الأمور أما بيضاء ناصعة وأما سوداء داكنة هذه مازالت هي النظرة السائدة ،وعليه فإن الموضوعية مازالت غائبة عن قاموسنا السياسي.
السبب الثاني: هو أنه إذا أردنا تقييم مأمورية تقييما موضوعيا يمكننا من تحديد التوجه العام فيجب أن ننتظر حتي تأخذ المنعرج اي بعد انقضاء السنة الثالثة.....
اطلس انفو:كيف ترون الطبقة السياسية والنخب وتعاطيهم مع الشأن العام....
صداف ولد الشيخ الحسين: كل ما أخشاه هو أن تكون حبوب الهلوسة سقطت في أيدي نخبتنا،فما نشاهده ونسمعه من هلوسة سياسية وأخلاقية شيء مخيف ولا يدعو للاطمئنان ابدا، حيث أصبح التملق والنفاق والقدح والذم والتعدي على الأعراض والخطابات المقززة ، هي السيم السائدة في المجتمع وهذا هو ما يهدد اللحمة الوطنية ويحطم البنية الفوقية التي تتمثل في الأخلاق والقيم.....
اطلس انفو: ماهو تقييمكم للتعاطي الحزبي في البلد.
صداف ولد الشيخ الحسين الأحزاب السياسية عندنا صنفين: الأول هم أحزاب ما يسمى الموالاة بقيادة حزب الدولة كما يحلو لهم أن يسمى هكذا وهذا النوع من الأحزاب أنا اسميه أولي الاربة من الأحزاب وهو انشيء اصلا كأداة للحملات وتبييض وجه أي نظام يحكم ,مشروعه المجتمعي برنامج من يحكم مرجعيته من يحكم خطابهم لاحد ودله وقد يصل إلى حد التماس مع الردة في بعض الاحيان،وهم يقومون بمهامهم على أكمل وجه.
اما أحزاب المعارضة عندنا فهي وليدة فترة عصيبة قامت على أكتاف رجال ونساء كان همهم الأساسي هو بناء ديمقراطية حقيقية وانهاء عسكرة الحكم وبناء دولة مواطنة وقد نالوا نصيبهم من التنكيل والتهميش وسد الابواب ولقحوا بكل ملوث وفككوا ومع ذلك يحسب لهم ماتحقق من حرية تعبير ووعي وما قطع على طريق المسلسل الديمقراطي حيث الانتخابات قانونية في أدائها يوم الاقتراع والفرز إلا أن شروط الشرعية غائبة بسبب هيمنة المخزن والمال العام والخاص والترهيب والترغيب واستعمال جميع الأساليب المعروفة للعملية الديمقراطية لكن مع كل هذه المعوقات لقد وصل صوت المواطن إلى 48في المئة منذ 2007 وهذا مهم لو استغل إيجابا....
اطلس انفو: كيف تفسر مجاملة المعارضة للنظام وانسجامها و التحرك المفاجئ الذي يوحي بالانقسام...
صداف ولد الشيخ الحسين : في ما يتعلق بانسجامها اول المأمورية له سببين موضعين أحدهما أننا كما قلت لكم آنفا هذه الأحزاب نشأت محاربة وفي بيئة غير مواتية للممارسة الديمقراطية الصحيحة ،وهذا الرئيس لوح وقال بأنه سيوفر الجو المناسب للتعاطي السياسي الهاديء وخلق جوي ومناخ يطبعها التشاور وتصحيح الاختلالات ،اذا كان لابد من إعطائه فسحة من الزمن .
أما السبب الثاني والخفي هو أن المعارضة التقليدية كادت أن تعصف بها الانتخابات الرئاسية الماضية وذلك نتيجة لفشلها في تقديم مرشح موحد ،وكانت النتيجة هو ذهاب بعض من شعبيتها وكوادرها إلى مرشح الأغلبية ومرشح اخر من خارجها ،وحتى أن من بين أحزابها من ساند بشحمه ولحمه مرشحين من خارجها وهذا الوضع خلق مع النظام نوعا من المحرمة أو المغازلة أو طلب اليد وحتى المصاهرة إن شئت....أما شق سؤالكم المتعلق بتحركها وانقسامها ،فكانت المعارضة الموريتانية لها مواعيد كتب لها كلما أراد التاريخ أن يرحمها قالت لا وهنا نتذكر 2007 و2008 و2009 و 2011 و2013 2019 وهاهي 2021 في الميعاد وعند ما تفشل سيسجل التاريخ أنها وقعت شهادتين الاولى شهادة وفاتها والثانية شهادة توحي بميلاد عصر خصب للديكتاتورية والأحكام الاستثنائية والظلامية ... اطلس انفو:كيف قرأتم الخرجة الأخيرة لبعض أحزاب المعارضة...
صداف ولد الشيخ الحسين : في رأيي أن المعارضة مجتمعة الآن كان عليها أن تهدئ الأمور وتحضر صيفا قادما لأنه في موريتانيا من الصعب إقامة نشاطات سياسية في الخريف و"الكيطنه" هذا في حالة هي مجتمعة ،اما وهي منقسمة فذلك سيقوض ما سيفعله اي فصيل منها وإن كان الفصيل الذي نظم الخرجة هو الأكبر والاقدر ميدانيا على التحرك .
وفي ما يتعلق بالخطاب فمع وجاهته كان أكثر شعبوية من هو خطاب سياسي في هذه المرحلة حيث كان على هذه الأحزاب وكانت في شبه عطلة وتنتظر حوارا أو تشاورا ماكان من الوارد أن تطل على الشارع بعناوين يكررها كل من في نقطة ساخنة وربما بمهنية وتفاصيل أكثر، حيث كنا ننتظر مقاربات مفصلة وواضحة لكل واحد من هذه الأحزاب ومقاربتهم الموحدة حول الاسترقاق والأرث الإنساني والتعليم والمدرسة الجمهورية والنظام المصرفي ومكانة اللغة الرسمية في الإدارة والعمل وتدريس اللوغ الوطنية والتنمية الريفية والتعدين والصيد والتشغيل حان الوقت لأحزابنا أن تبدأ في صلب عملها والا فلا داعي لتكوين الأحزاب فالبلد بحاجة إلى مؤسسات حزبية وليس إلى تراخيص تسمح لأصحابها بالكلام في المحال العمومية واحتكار المشاركة في الانتخابات وبعض الامتيازات...
اطلس انفو: ماذا تتوقعون من الحوار أو المشاورات المرتقبة. صداف ولد الشيخ الحسين :لا اتوقع في الوقت الراهن أية نتيجة مهمة والسبب بالنسبة لي هو أن الحوار الجاد لا بد له من محفزات لأن السياسة لا مجانية فيها ولا صداقة .
ولكي يكون حوارا له سقف مرتفع فلا بد من إحدى الحالات التالية : أما أزمة مستفحلة وهذه هي الدرجة الأولى أما واقع سياسي على الأرض باديا للعيان يمكن أن يعطل أو يشوش أما الحالة الأخيرة وقد مررنا بها سنة 2004 عندما كان النظام ضعيفا و مهزوزا في كبريائه بعد محاولة الانقلاب وكانت المعارضة تحتضر وتكرر كلمة الشهادة ،حينها جاء طرف ثالث وهو حزب RDU حيث كان على مسافة من الطرفين واقترح حوارا فتلقفته السلطة والمعارضة على حد سواء لأن كان يشكل للطرفين طوق نجاة وكان حوارا ناجحا طبخ على نار باردة وقدمت نتائجه لمعاوية واخطأ لأنه لم يتسرع في التعامل معه إلى أن جف القلم بما هو كائن......
اطلس انفو : في الأخير اين صداف ولد الشيخ الحسين في المشهد السياسي الحالي: أنا من طيف عريض مختلف الرأى جاء من المعارضة وساند الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني املا منا في إخراج البلد من عمق الزجاجة فمنا من انضم إلى upr وفيه البعض في طور تشكيل أحزاب وانا قررت ان لا انخرط في أي حزب وان ابقى مستقلا فالحرية مثل العافية لا يعدلها شيء.