غصت وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، بمناسبة الذكرى الثانية لتولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة، بمقالات لبعض وزراء الحكومة، يتحدثون فيها عن ما أنجز وما لم ينجز خلال عامين.
بعض هؤلاء كان يكتب قبل الاستوزار، وبعضهم لم يشتهر بذلك، لكن معظم الكتابات صبت في نفس المصب، ولم يطبعها وضوح الرؤية، ولا استشراف المستقبل، وإنما كانت شبيهة بما يردده مدونون، وبعض بسطاء المنخرطين في الأحزاب الداعمة للنظام، فلم تنح منحى العمق، والموضوعية.
ثم إن كتابة بعض الوزراء دون آخرين، يثير التوقف والتساؤل فهل لأن قطاعاتهم لم يشملها الإنجاز؟ أم أن الكتابة عن ذلك اجتهاد شخصي، وقد اجتهدوا أن لا يكتبوا ولا يستكتبوا؟
عادة يحب المسؤولون "أن يحمدوا بما لم يفعلوا"، وفي الغالب يولوا ذلك لبعض شيعهم والمقربين منهم أو المحسوبين عليهم، لكن بعض الوزراء لم يعد فيما يبدو بحاجة إلى ذلك، فقد أصبح يكتب عن إنجازات قطاعه، بطريقة ظاهرها إنجازات النظام، وباطنها إبراز إنجازات هذا الوزير أو ذاك.
لقد جرت العادة عندنا أن لا يكتب الشخص إلا حين يصبح مسؤولا سابقا، في طريقة لتسويق الذات مجددا بحثا عن منصب جديد، فتراه يكتب ويتحرى الكتابة، حين يصير أحد كتاب "موريتانيا الآن".
وبالموازاة مع ذلك يصبح كثير الظهور في البرامج النقاشية عبر التلفزيونات والإذاعات، دون إغفال التدوين والتغريد - حتى خارج السرب أحيانا -.
فهل نحن أمام ظاهرة جديدة للكتابة من أجل البقاء في المناصب كخطوة استباقية؟ أم أن الظاهرة عابرة أملتها استثنائية السياق فقط؟
سيد أمحمد أجيون