لم يضحي ( أضحية العيد ) طيلة فترة حكمه ، عشر سنوات حكم فيها البلاد , حكم دول مجلس التعاون و بلاد اليمن و ايران و العراق و سوريا و جزءا من اوروبا و شمال افريقيا .
انه الحاكم العربي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فرغم سيطرة دولته و ازدهارها و توسعها فقد ظل الخليفة عمر بن الخطاب فقيرا ، متواضعا، ورعا ، مترفعًا عن أموال المسلمين.
ولما جاء رسول كسرى يسأل عن قصره في المدينة ، دله الناس على شجرة يرقد تحتها رجل يرتدى ثوبا بالياً مرقعا ، فتعجب أن يكون هذا الفقير النائم تحت الشجرة هو الخليفة عمر , حاكم أعظم امبراطورية في ذلك الوقت ( الامبراطورية الاسلامية الكبرى ) ، ولما تأكد له انه هو ، رجع الي قومه مسرعا وهو يحمل معه رسالة عميقة ودرس قوي في فن القيادة و مفهوم الدولة : " عدلت فأمنت فنمت . "
الاسلام ليس دين العرب فحسب ، انما هو كذلك دين اليهود و دين النصارى ، دين امريكا، فيتنام ، الصين ، افريقيا ، دين الجميع , و رسالته منذ البداية أنه دين أممي ، حمزة من العرب ، سلمان الفارسي من ايران ، صهيب الرومي من ألمانيا ، بلال الحبشي من اثيوبيا ...
صحيح أن النبي محمد صلي الله عليه و سلم من العرب ، أختاره الله و اصطفاه ، وتلك إرادة الله و تصرفه في خلقه و لا دخل للعرب و لا غيرهم في ذلك , و لذا فان العزة للعرب لكنها علي شرط : ما إن تمسكوا بالدين ، فإن تخلوا عنه أذلهم الله و خسروا عزتهم .
مسلمة ذكرها الخليفة عمر لما دخل القدس و تسلم مفاتيحها دون قتال ، موقف تاريخي ودين في رقاب مسيحيي لبنان و كل المسيحيين في العالم ، لإحياء ذكرى خاصة بالخليفة عمر بن الخطاب ، فلولاه و تقيده بتوجيهات النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، لهدمت كنيسة القيامة منذ ذلك الوقت وهدمت كنائس و صوامع ، وشرد المسيحيون وطردوا من تلك الأرض المقدسة ... فالفاروق عمر رغم سيطرته وانتصارات جيشه وقوته , لم تتغير طباعه بل ظل متمسكا بتعاليم الرحمة المهداة ، فلا هدم و لا تخريب ولا فساد في الأرض و لا تعدي علي مال الغير .
لقد آثر الفاروق رضي الله عنه الفقر ليكون أول حاكم فقير و أول حاكم لا يضحي , فقد جعل نفقته ونفقة أسرته كل يوم درهمين ( كانت تغطي قوتهم اليومي فقط ، فلم يكن لكبش العيد مجال ) , فليعتبر من يعتبر و كل عام والأمة العربية و الإسلامية بخير .
البشير ولد بيا ولد سليمان