إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يتطلب من كل غيور على هذه المهنة، استحضار التضحيات التي بذلها سابقون - محليا أو دوليا - وكلفهم ذلك أعمارهم في سبيل مهنة شريفة، تعد ركنا ركينا في نهضة الأمم والشعوب.
وهي فرصة سانحة بالنسبة لإعلامنا المحلي للتأمل، والاستدراك بالتصحيح، لما تراكم من أخطاء واعوجاجات على مدى عقود من الممارسة الصحفية.
إن المحتوى الذي ينتجه إعلامنا الوطني، لا يزال دون المأمول، ولما يبرح بعد في أغلبه عتبة الهواية، ما يجعل تطويره أولوية مستعجلة.
والإعلام العمومي، ليس استثناء من ذلك، فهو بحاجة بالإضافة لما سبق، إلى توحيد الرؤية والهدف، ورسم الاستراتيجيات، لتجاوز نمط القوالب التقليدية الممجوجة، وفوق كل ذلك، فإن جمعه في إطار واحد، سيكون أجدى.
وعلى السلطات العمومية جعله "قطبا إعلاميا" حقيقيا يساير بحرفية جهود البناء والتنمية، لا أن يبقى حبيس الأنماط المعهودة.
ومن أجل الرقابة والتحسين، يفضل أن يكون له مجلس أعلى يرأسه عارف بفنون المجال، وقادر على التأطير والتسيير والإدارة.
إن تشتت إدارات وسائل الإعلام العمومية، واستقلالية كل واحدة منها عن الأخرى، يربك العمل، ويشتت الجهود، دون أن يخلق محتوى مقنعا في كثير من الأحيان.
ولا بأس هنا من توحيد مقر المؤسسات الإعلام العمومي، ووضع رؤية معقلنة للتسيير، والإنتاج ووضع حد بذلك للمنافسة الوهمية التي لا تفضي بالضرورة إلى تحقيق الغاية المنشودة.
ودون أن ننسى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت قوية التأثير والتأثر، في الرأي العام، ما يجعل توجه الإعلام العمومي إليها ضرورة يفرضها الواقع، ويتطلبها التجديد، والخروج من ربقة النمطية القاتلة.
سيد أمحمد أجيون