رسالة مفتوحة إلى السيد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز
سيدي الرئيس السابق،
بعد التحية والتقدير، اسمحوا لي أن أوجه إلى سيادتكم هذه الرسالة المفتوحة الثانية من نوعها، بعد حوالي ستة أعوام من الرسالة المفتوحة الأولى التي وجهت لكم بتاريخ 18 يونيو2015، والتي طلبت منكم فيها عدم الاستجابة لمن دعوكم إلى حنث اليمين بفتح المأموريات(الرسالة منشورة على هذه الصفحة وفي بعض المواقع الإلكترونية)
ولعل من حسن الصدف أن يعيد التاريخ نفسه فتتشابه الرسالتان في الموضوع وفي الظرف الزماني (اقتراب حلول شهر رمضان المبارك)؛ لذلك أستسمحكم مرة أخرى، في أن أنقل حرفيا الفقرتين الأوليين من رسالتي للعام 2015، لمناسبتهما لمغزى الرسالة الجديدة وتوقيتها:
"سيدي الرئيس،
اسمحوا لي في البداية أن أهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى سائر المسلمين بالخير والبركة، وجعلنا وإياكم من عتقائه ..
سيدي الرئيس،
يقول بعض أهل العلم إن الشيطان عليه لعنة الله، يحاول مع الشخص من باب المعصية، فإذا استعصى عليه دخله من باب الطاعة؛ فوسوس إليه ليزيد فيها.. تذكرت هذه المقولة، وأنا أرى جماعة من رموز البلد الموالين يحثونكم على مأمورية ثالثة، ويدعونكم إلى تغيير الدستور وحنث اليمين.. بعد أن استطعتم تخطي ما زرعه لكم مناوئوكم من مطبات .." انتهى الاستشهاد.
السيد الرئيس السابق،
لقد قرأت هذه الليلة رسالة موقعة باسمكم تدعون فيها من واكبوكم في المرحلة الماضية، إلى الالتحاق بكم في أحد الأحزاب السياسية،
ونظرا لكوني من بين من واكبوكم ودافعوا عن نهجكم بكل استماتة حوالي عشرة أعوام، مما عرضني لتلقي الكثير من الأذى، دون أن يثنيني ذلك عن النهج الذي بشرتم به، قناعة مني بأهمية ما تقومون به حينئذ لوطن أنهكته أنظمة الفساد والإهمال(بالمناسبة كنتم أول رئيس أدعمه في حياتي)؛
ونظرا لكوني أعتبر الإصلاح المؤسسي من أهم ما يمكن أن نتباهى به مما تم إنجازه في تلك المرحلة؛
ونظرا لما يواجهه المواكبون لكم سابقا من إحراج، جراء الاتهامات الموجهة إليكم،
ونظرا لكون هذه التصرفات لا تساعد في تجاوز ذلك الإحراج؛ بل تنكأ جراحه أكثر؛
ونظرا لكوني على يقين من أن جزءا على الأقل، ممن حثوكم اليوم على مثل هذا التصرف يفكرون بذات الطريقة التي يفكر بها بعض ممن طالبوكم بفتح المأموريات آنئذ؛
نظرا لكل ذلك؛ فإنني أدعو سيادتكم إلى تعليق تلك الدعوة، ورفض أي حراك من هذا القبيل، إلى ما بعد إصدار الحكم في هذه الاتهامات؛ تطييبا لخواطر من واكبوكم واحتراما لمؤسسة القضاء!
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام.
الديماني ولد محمد يحي