ما في القارة الافريقية أحوج من نجيريا التي تحتجز بوكو حرام صباياها وتعبث بأمنها إلى طائراتها وقواتها الكرنفالية المحشودة على حدود غامبيا.
وما فى القارة أحوج من السينغال للحفاظ على أمنها واستقرارها .. فعلى مدى نصف قرن أنهكتها قضية "كاصماص" ولم تحسمها بعد ، وأعادت هيكلة "جمباراتها" لكي يصبحوا شرطة حفظ سلام مدفوع الأجر أمميا .. فهل حصلت السينغال المازومة اقتصاديا على وعود بالدفع رغم قصر المسافة واستحالة المهمة؟ ما معنى استئساد السينغال وإيثار نيجيريا رغم ما بهما من خصاصة أمنية.
بالنسبة للسينغال هي محاولة عبثية لاحتواء جار مزعج طوقته الجغرافيا داخل ترابها وهو جنوح متأخر لدور إقليمي تطمح السينغال مدفوعة بدول أخرى للعبه قد تكون له عواقب وخيمة.
وبالنسبة لنجيريا هو هروب إلي الأمام للجنرال بوهاري الذي أعياه تنفيذ وعوده الأمنية داخليا فطفق يصارع طواحين الهواء فى مزارع الفول السوداني في غامبيا.
وبغض النظر عن دوافع هذا الطرف ومحفزات ذلك فإن إشعال بؤرة توتر إضافية فى الغرب الافريقي جريمة ومجازفة عبثية لا تخدم أي طرف .. فاستئساد اليسنغال وتهور نجيريا آخر ما ينقص فارتنا المنكوبة .. ومنطق الحكمة وميزان القوى يحتمان على نجيريا والسينغال مراجعة حساباتهما المغلوطة وإعادة قواتهما من حيث أتت وتوجيهها نحو أمور أكثر حيوية للبلدين وللسلم الافريقي.