إن صح ما تناقلته وسائل الاتصال الاجتماعي من أن حزب التكتل وحزب تواصل
(أكبر الاحزاب السياسية في البلاد) وَجّها تهديدا مبطّنا للرئيس محمد ولد عبد العزيز مفاده أن تهديد السنغال بالتدخل العسكري في غامبيا لفرض الرئيس المنتخب "آدام بارو" وطرد الرئيس المنتهية ولايته "يحي جامي" إنما هو بمثابة إنذار للرئيس الموريتاني اذا ما أصر على موضوع الاستفتاء على الدستور.
إن صح هذا الخبر ـ ولا أظنه صحيحا ـ فإن ذلك يعني الافلاس السياسي والاخلاقي لدى هذين الحزبين الكبيرين , وينذر بتدني مستوى الفكر السليم لديهما.
فكيف يستقويان بالأجنبي للتدخل في شؤوننا الداخلية ؟
إن هذا المستوى من التفكير والممارسة السياسية يعيدنا الى سنة 2011 إبّان ثورات الربيع العربي , وكيف حاولت معارضتنا استغلالها من اجل الاطاحة بالحكم , ضاربة عرض الحائط بما قد تصل اليه البلاد من حروب وفِتن داخلية ستُدخل البلاد في نفق مظلم كما هو مئال الدول والشعوب التي دبّت فيها الفوضى وتفككت واشتعلت فيها النيران وسقطت في الهاوية وعادت قرونا الى الوراء.
بئس التفكير , وبئست السياسة إن كانت ستؤدي الى مثل هذا النوع من عدم الوطنية والاستقواء بالاجنبي لتحقيق مئارب شخصية.