أظهرت دراسة جديدة من جامعة لوند في السويد أن الاكتئاب بين الآباء الجدد قد يكون أكثر شيوعًا مما كان يعتقد سابقًا، مؤكدة أن هناك أيضًا خطرا كبيرا يتمثل في عدم اكتشافه باستخدام أدوات الفحص الحالية، وبالتالي عدم حصول الآباء على المساعدة التي يحتاجونها.
ويأمل القائمون على الدراسة وهم إيليا بسيوني ويوهان أجيبورن وحنا ليندر، من جامعة لوند، أن تؤدي دراستهم إلى تحسين طرق الفحص وفقًا لاقتراحاتهم، بحيث يمكن أن تصل إلى جميع الآباء، وفقا لموقع جامعة لوند.
وأكدوا أن الطريقة التي طوروها، والتي تجمع بين أسئلة من "إي بي دي إس" (وهو مقياس ادنبره للاكتئاب بعد الولادة) و"جي إم دي إس" (وهو مقياس جوتلاند للاكتئاب عند الذكور)، أنها مناسبة تمامًا لمعرفة الآباء الذين يعانون من أعراض الاكتئاب المتعددة.
ووفقا للدراسة فإن اكتشاف الاكتئاب لدى الآباء الجدد يعد أمرًا بالغ الأهمية - ليس فقط لمصلحتهم ولكن أيضًا لأن الآباء المكتئبين غالبًا ما يصبحون أقل إدراكًا لاحتياجات أطفالهم، خاصةً إذا كان الطفل يبكي كثيرًا.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال ذوي الآباء المكتئبين يميلون إلى تلقي تحفيز أقل مما قد يؤدي في النهاية إلى نمو أبطأ، وفي بعض الحالات قد يؤدي الاكتئاب إلى إهمال الطفل أو سلوكيات عنيفة بشكل غير لائق.
وأشارت إلى أن هذه السلوكيات ليست غير عادية فقط - فالاكتئاب لا ينطوي فقط على معاناة كبيرة للوالدين، ولكن أيضًا يمثل خطرًا على الطفل" ، كما تقول إليا بسوني، الأستاذة المساعدة في علم النفس التنموي والمؤلفة المشاركة في الدراسة مع علماء النفس يوهان أجيبورن و حنا ليندر.
وقالت الدراسة إنه يتم فحص جميع الأمهات الجدد للكشف عن الاكتئاب، ويقدر أن 10-12% من النساء يتأثرن خلال عامهن الأول بعد الولادة، ومع ذلك، لا يتم فحص الآباء، لكن الدراسات الدولية السابقة تدعي أن نسبة الآباء المكتئبين تصل إلى ما يزيد قليلاً عن 8%.
وأظهرت الدراسة، التي أُجريت على 447 أبًا جديدًا، أن الطريقة المعمول بها للكشف عن الاكتئاب "إي بي دي إس"، وهي مقياس ادنبره للاكتئاب بعد الولادة، تعمل بشكل سيئ على الرجال.
وتؤكد أن هذا يعني أن الإحصائيات الحالية قد لا تقول الحقيقة كاملة عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب لدى الآباء الجدد، كما تقول إيليا بسيوني، معللة بأن "طريقة الفحص لا تلتقط الأعراض الشائعة بشكل خاص عند الرجال، مثل التهيج، والأرق، وقلة تحمل الإجهاد، وعدم ضبط النفس".
وعلى الرغم من أن ثلث الآباء المكتئبين في الدراسة لديهم أفكار لإيذاء أنفسهم، إلا أن القليل منهم كانوا على اتصال بنظام الرعاية الصحية.
ومن بين أولئك الذين تم تصنيفهم على أنهم يعانون من الاكتئاب المعتدل إلى الشديد، لم يشارك 83% معاناتهم مع أي شخص.
وعلى الرغم من صعوبة معرفته، يُعتقد أن الرقم المقابل للأمهات الجدد يتراوح بين 20 و 50%.
وأنهت الدراسة مؤكدة ان "الاكتئاب شائع بين الآباء حتى في نهاية السنة الأولى، وقد يكون ذلك بسبب أنهم نادرًا ما يتلقون المساعدة، ولكن قد تكون هناك تفسيرات أخرى"، مشيرة إلى أنه مهما كان السبب فمن المهم مراقبة الحالة المزاجية للآباء.