دق وزير الصحة لبروفسير كان ناقوس الخطر في مداخلته في البرلمان حول قانون الصحة الإنجابية الجديد , الوزير كان صرح بدون لبس ولا رتوش ان مجتمعنا مهدد في كيانه و ديمومته حيث ان مرض نقص المناعة المكتسبة " السيدا " ينخر في جسمنا ويحصد يوميا افرادا منا دون ان يكون لهم علم بذلك .
ترجمة حرفية لمداخلة الوزير لبروفسير كان امام نواب الشعب , حيث كان ألقاها بالفرنسية :
لقد عاينت في بداية مشواري – و أنا متأكد أن جميع الأطباء عاشوا نفس الشيئ في بداياتهم-
عاينت أ شخاصا كانو على دراية بأنهم مصابين بالسيدا و لكن لم تكن لديهم القوة للبوح بذلك،
عرفت أُناسا عادوا من بلدان كان يعتبر فيها السيدا من الأمراض المزمنة و تزوجوا هنا ثم ذهبوا تاركين ورائهم نساء مصابات بالسيدا
أحدثكم عن إحدى هذه النسوة، لأني عاينت شخصيا حالتها عندما كنت أعالجها من مشكلة جراحية و خلال معيانتي لها بدى لي أنها مصابة بالسيدا و أخبرتها بذلك و قلت لها أن تكون على حذر.
عادت إليَّ بعد شهرين لتخبرني أنها ترغب في الزواج، فقلت لها: ليس بإمكانك الزواج يا إبنتي! و لا يحق لك أن تتزوجي.
فتفاجأت ستة شهور بعد ذالك عندما عادت إلي لتخبرني أنها تزوجت..ذهب زوجها و توفيت هي بعد شهرين و علم الزوج أنها
توفيت إثر إصابتها بالسيدا.
يمكنكم بالكاد تصور الوضعية المعقدة و المشكل الأسري الناتج عن ذالك
نسبة انتشار السيدا لدينا هي 0.6% و لكن هنالك ما هو أسوء من ذالك لأن مرض السيدا في الغالب يتم التعتيم عليه و لا يتم الحديث عنه إلا بعد ظهور أعراضه المكشوفة..
قد لا ترون ذالك، ولكن نحن كفاعلين في الهيئات الصحية…
كم من أسرة هلكت وأؤكد..هلكت..هلكت..هلكت .. بسبب التهاب الكبد الفيروسي
هنالك اليوم حسب آخر الإحصائيات التي أجريناها 12% من الأشخاص الذين يعيشون بصفة مزمنة مع التهاب الكبد الفيروسي
و التهاب الكبد الفيروسي ينتقل هنا بنسبة كبيرة عن طريق العلاقات الجنسية
لقد منَّ الله علينا بالمعرفة، ألا ترون أنها نعمة لحمايتنا من هذه الأمراض؟
لدينا خمسمائة حالة وفاة من النساء من كل مائة ألف ولادة ولدينا أطفال يموتون قبل سن الخامسة بسبب إصابة 11% من نساءنا.
و تريدون منا السكوت!!
نحن لا نخشى الغرب! إذا لم نخشى الله (مولانه) فكيف لنا أن نخشى الغرب..الإسلام دين عالمي و انتشر من الشرق إلى الغرب و تظنون أننا نخاف الغرب أو أن هناك جهة ما هي التي تُملي علينا ما نفعله!
فقط مانراه أمامنا هو الذي يملي علينا التحرك؛ أي نساءنا اللاتي يمتن و أطفالنا الذين يموتون و أطفالنا الذين يتعاطون المخدرات..
هذه حقيقة و سستفاقم لأنها من نتاج العولمة
إذا لم نعمل على الصحة المدرسية و تربية أطفالنا و حملات التلقيح المستمرة و توعية نسائنا وإذا لم نفعل شيئا من أجل الحد من الوفيات أثناء الولادة فمن سيفعل ذلك بدلا منا؟ لا أحد
ولكن إذا لم نحمي الأسرة لن يكون لدينا أبدا و طن، فحماية الأسرة هي الأولوية من أجل تشييد وطن
مادمت هنا في الحكومة كوزير للصحة و أحد الفاعلين في المجال الصحي سأعمل كل ما بوسعي و هذا دورنا لأن و طننا علّمنا
و أرسلنا إلى جميع الدول و لم تبقى بقعة من هذا العالم إلا وقد زرناها فنحن إذا مسؤولون عن حماية و توعية مواطنينا و إشعاركم أنتم كمنتخَبين بضرورة التحسيس و فعل كل ما بوسعكم و لكن لا نستطيع المواصلة على نفس النهج دون سن قانون يأطر كل هذا
ولا يوجد شيئ في هذا القانون يمنعنا من حماية الأسرة
و شكرا لكم »
السبق