دخلنا مرحلة جديدة لم نألفها من قبل فبعد تنصيب الرئيس القي خطابا مفعما بمعاني الوطنية وشمولية النظرة في مختلف المجالات والملفات ثم لم يلبث مليا بعد ذلك و اشفعه بانفتاح غير مسبوق علي مجمل الطيف السياسي كانت الساحة السياسية في حاجة ماسة إليه انتج هدنة سياسية غير مسبوقة في التاريخ السياسي الوطني الحديث خاصة بعد عشرية الصدام وهو ماولد املأ نرجوا أن لا يكون زائدا لدي طبقة عريضة من المواطنين ثم تتالت الأحداث سريعا بعد ذلك بدءا بأزمة المرجعية وانتهاءا بوباء كورونا الذي داهمنا علي حين غرة وكشف عن عورتنا الصحية والاقتصادية وكان تعاطي فخامة رئيس الجمهورية مع الملفين يشي بقدر كبير من بعد النظر والحنكة وأقول رئيس الجمهورية فقط لأن الجهازين الآخرين السياسي والتنفيذي لم يكونا في المستوي المطلوب إن لم أقول دونه وهو ماولد شبه إحباط أو ملل واستياء لدي طبقة عريضة من داعمي الرئسي من الحزبين وغير الحزبيين وكانت الطامة الكبرى هي إعادة تدوير بعض الأشخاص في المناصب وهو ما أرسل رسائل غير ودية خاصة بعد خطاب الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية في خطاب إعلان التوليفة الحكومية الجديدة ومبررات الاستغناء عن خدمات البعض من أعضاء الحكومة السابقة وهو ما استبشر به البعض واعتبره بداية فعلية لمحاربة الفساد وانسجاما مع مقتضيات التحقيقات البرلمانية وكذلك لمن كان يحلم بإعادة بناء الدولة بسواعد جديدة طبعا تمزج بين خبرة القدماء وحيوية وبراقة سجل الجيل الجديد من الشباب خاصة أن الكفاءة والمهنية أصبحت توجد اليوم في كل المستويات والأعمار وهو ما يتطلب إعادة بناء الجهازين السياسي والإداري وفق نظرة غير نمطية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الجوسياسية العالمية والمحلية والقرب من المواطن الكادح وهمومه والتركيز علي ثلاثي (الفقر والصحة والتعليم) وذلك من خلال برامج أكثر واقعية ومردودية وبعيدة كل البعد عن الكرنفالية التي سادت كل الخطط والبرامج السابقة ولن يكون إلي ذلك سبيلا مادمنا لم نطبق قاعدة العقوبة والمكافاة بصرامة ودون تمييز وخاصة في عهدتك الرئاسية وعدم إطلاق الحبل على الغارب للمسؤلين في التسيير لأن المثل يقول(حفظ الموجود أولي من طلب المفقود) وفي الختام سيدي الرئيس نذكرك بمقولتك المشهورة في خطاب ترشحك عندما قلت في احدي فقراته انك تعرف العهد وللعهد عندك معنا وذلك امتثالا لقوله تعالي(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).