تركزت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء على القضية الفلسطينية وآفاقها في ضوء مؤتمر باريس للسلام، والتحفظات البريطانية على نتائج المؤتمر ، وتطورات الأزمة السورية والمفاوضات المرتقبة في استنانة عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة ، والمنتدى العالمي حول الإرهاب المنعقد في مصر، فضلا عن قضايا أخرى محلية تهم مصر، والاردن، ولبنان، وقطاع غزة الفلسطيني .
وفي هذا الإطار تناولت صحيفة " الجمهورية " المصرية المنتدى العالمي حول الإرهاب المنعقد بالقاهرة بمشاركة 35 دولة، معتبرة أن المنتدى يترجم جهود الدبلوماسية المصرية من خلال عضويتها في مجلس الأمن، و"التي ركزت على أولوية تعزيز جهود الأسرة الدولية المتضررة من الأفكار والايدلوجيات الإرهابية المتطرفة، والوصول إلى صيغة معتمدة لمنع استخدام هذه التنظيمات للإنترنت وما يصحب ذلك من ممارسات سوداء تكشف استغلال هذه التنظيمات لبراءة الأطفال وحصانة السيدات ودفعهم لارتكاب جرائم النسف والتفجير".
وأضافت أن مصر تسعى كذلك إلى التضامن والتنسيق للحد من تدفق التمويلات لهذه التنظيمات، وتجفيف منابعها، حتي تعجز عن الحركة أو المناورة وتستعيد الدول والشعوب المتضررة سبل استقرارها وأمنها لتتفرغ لمهمة البناء والتحديث وتوفير فرص العمل والتنمية المتكاملة.
ومن جهتها، كتبت صحيفة "الأهرام" في افتتاحية بعنوان "الاقتصاد القوى" عن أهمية "المشروعات القومية" الكبرى في مصر ، في ظل تغير الظروف وتنوعها،وأكدت أن هذه المشروعات التي تزيد تكلفتها، على 1040 مليار جنيه مصري لا تشكل أي أعباء على ميزانية الدولة.
وأضافت أن هذه "المشاريع القومية " يتم إنجازها بإمكانات مصرية، مؤكدة أن كل المتابعين خاصة الاقتصاديين على مستوى العالم يعترفون ب"مدى قوة الإجراءات التى تتبناها مصر من أجل العلاج الحاسم لظروف واقتصاد أكثر استقرارا وقوة وتفاؤلا"، وأن ما يجرى حاليا هو "تجديد لدماء الاقتصاد المصري الذى تعرض لفترات طويلة لانتكاسة وسوء تخطيط وضعنا فى النهاية فى محنة تجتهد الحكومة لتجاوزها والوقوف على المسار الصحيح".
ومن جهتها تناولت صحيفة "الأخبار " حكما صدر أمس عن المحكمة الادارية العليا المصرية، وقضى ب"بطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية وماترتب عليه من تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر لمصر ،ورفض طعن الحكومة المصرية على الحكم .
وقالت الصحيفة إن منطوق الحكم "رفض الاشكالين المقامين من الحكومة لوقف حكم بطلان تنازلها عن الجزيرتين.. وقضت المحكمة بالاستمرار في تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية".
وفي لبنان، كتبت (الأخبار) تحت عنوان "مناقشات اللجنة النفطية: توجه لرفع الضرائب على الشركات الأجنبية" أن اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة مشروع قانون الموارد البترولية في لبنان (مؤلفة من رئيس الحكومة ووزير المال ووزير الطاقة)، ستوصي بزيادة معدل الضريبة على ربح الشركات الأجنبي ة الى ما بين 22.5 في المائة و32.5 في المائة.
وقالت الصحيفة إن اجتماعات اللجنة، التي انطلقت في الخامس من الشهر الحالي بين فريقي وزارتي الطاقة والمال، أدت إلى التوافق على 80 في المائة من التعديلات، التي طرحتها (هيئة إدارة قطاع النفط)، في انتظار مناقشة معدل الضريبة على القيمة المضافة على الشركات.
وإقليميا أشارت الصحيفة تحت عوان "دير الزور تحت الخطر: (داعش) يتقدم... وواشنطن تتحين الفرصة" أن تنظيم (داعش) يعمل على مراحل في سبيل السيطرة على كامل مدينة دير الزور، إذ نجح، أمس، وفق الصحيفة، في فصل المدينة عن مطارها العسكري، ليحاول بعدها قضم المزيد من النقاط، لتقطيع أوصال المدينة قبل الإطباق على كل بقعة منفردة.
ونقلت عن مصادرها قولها إن مخطط (داعش) لن يمر بسهولة، مشيرة الى أنه وفي انتظار "المحصلة، تتحين واشنطن فرصة إخلاء الشرق السوري من وجود الجيش، لتأخذ على عاتقها، بمشاركة أذرعها السورية البرية في قضم جزء حيوي جديد من سوريا كما فعلت سابقا في ريف محافظة الحسكة وعلى الحدود العراقية المشتركة".
وفي السعودية، تطرقت صحيفة (الرياض) إلى المؤتمر الذي دعت روسيا إلى عقده في العاصمة الكازخية أستانة بين أطراف النزاع السوري، وقالت إنه لا يجب عدم الإفراط في التفاؤل بنتائج هذا المؤتمر، خاصة وأنه ليس الأول من نوعه، مشيرة إلى أنه لا توجد أرضية مشتركة لبدء حوار جدي يفضي إلى نتائج ملموسة، ذلك أن كل فريق من المتنازعين يرى الحق معه وفي جانبه دون الفريق الآخر.
ومن الأسباب التي تدعو إلى عدم التفاؤل بشأن نتائج المؤتمر، تضيف الصحيفة، أن روسيا الراعي الرئيسي للمؤتمر لها مواقفها المؤيدة للنظام، ومنها تدخلها في ملف الأزمة وبقوة من أجل ترجيح كفة النظام على المعارضة عسكريا، متسائلة: كيف ستغير موسكو موقفها من مؤيد للنظام إلى طرف حيادي يرعى مؤتمرا من أجل وقف إطلاق النار في عموم سورية؟
وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (اليوم) إن تداعيات الأحداث المتلاحقة في الوطن العربي ابتداء من الثورة التونسية وما أعقبها من أحداث في عدد من الدول العربية، ألقت بظلالها على حضور القضية الفلسطينية وموقعها في قائمة الاهتمام على الصعيدين العربي والعالمي، ما أدى إلى استفراد قوى الاحتلال بالشعب الفلسطيني، واستمرار عمليات الاستيطان والتوسع في بناء المستوطنات، ومحاولتها فرض حلول الأمر الواقع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية السعودية فطنت لهذا الاستغلال البشع للظرف الذي تمر به الأمة العربية من قبل الحكومة الإسرائيلية ، فظلت تستحضر قضية فلسطين في كافة المنتديات العربية والإسلامية والعالمية، حتى لا يخبو الاهتمام بها، مما يتيح للمحتل فرض سياسة الأمر الواقع، وتجريف القضية نفسها من طاولات البحث الدولي تماما كما جرفت آلياته الأرض في فلسطين، مذكرة في هذا الإطار بتأكيد المملكة في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط والذي عقد مؤخرا في باريس، على ثوابت المملكة تجاه القضية الفلسطينية
ومن جهتها، كتبت يومية (عكاظ) أن إيران لا تزال تتصدر قائمة الدول الأكثر قمعا لحرية الإنترنت والإعلام بحسب تصنيف مؤسسة (فريدام هاوس) المتخصصة في رصد حرية الإعلام والإنترنت في العالم، مشيرة إلى اعتقال السلطات في إيران لعدد من أصحاب المواقع الإخبارية وتعذيبهم، ومنهم رئيس تحرير موقع (معماري نيوز) يشار سلطاني الذي تم اعتقاله بسبب نشره ملفا عن فضائح رئيس بلدية طهران والمرشح الرئاسي السابق والقيادي في الحرس الثوري، الجنرال محمد باقر قاليباف.
وقالت الصحيفة إن "السلطات الإيرانية لا تحتمل مواجهة الحقيقة حول تضليلها للمواطن الإيراني (...) لذلك لجأت إلى حجب موقع وكالة الأنباء السعودية الذي استحدث منذ 2015 قسما لتقديم الأخبار باللغة الفارسية، وهو ما أثار حفيظة الحكومة الإيرانية التي سعت منذ قيام ثورة الخميني إلى تضليل الشعب، وفصل المواطن الإيراني عن الواقع المحيط به".ذ
وفي قطر، اهتمت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما اليوم الثلاثاء، بقرار دولة قطر سداد 43.8 مليون ريال (الدولار الأمريكي يعادل تقريبا أربعة ريالات قطرية) لحل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، باعتباره جزءا من "دعم متواصل يغطي قطاعات مختلفة"، و"يؤكد مجددا التزام قطر باستمرار دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني في القطاع".
فتحت عنوان "قطر تنير مجددا غزة"، ذكرت صحيفة (الراية) بأن قطر تكون من خلال اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة قد خصصت أكثر من407 ملايين دولار لمشاريع إعادة الإعمار، مسجلة أنه سبق لها أن خصصت من قبل ما قيمته 110 ملايين ريال لتوفير الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، كما التزمت، خلال الأعوام الأخيرة الماضية، بتقديم 115 مليون ريال من الوقود.
ومن جهتها، أشارت صحيفة (الشرق) إلى بدء تشغيل مولد إضافي في محطة توليد الكهرباء بقطاع غزة كنتيجة أولية للتوجيه الأميري بمساعدة قطر للقطاع بحل مشكلة الكهرباء بشكل عاجل ودراسة حلول جذرية لها بالتعاون مع أطراف دولية، مؤكدة أن من شان هذا الدعم أن "يعيد الكفاءة لقطاع مهم، والأمل معقود في أن تنهض الأمة العربية بواجبها، كما تفعل قطر بدعمها المتواصل".
أما صحيفة (الوطن) فتوقفت، في افتتاحيتها، عند لقاء أستانة المرتقب بين النظام السوري وكل فصائل المعارضة المعتدلة، والذي سيتمحور حول تثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا للدخول في مباحثات سياسية، مؤكدة أن خروقات اتفاق إطلاق النار التي تتحدث عنها التقارير، "لا تقلل من أهميته"،باعتباره بداية الطريق لاستعادة الثقة بين طرفي النزاع، خاصة في ظل قرار الفصائل المعارضة، مجتمعة، المشاركة، لكن وفقا لثابت أساسي وهو "ألا يصبح الأسد (...) جزءا من التسوية السياسية التي أصبحت امرا لازما بعد كل هذا الخراب والتشريد الممنهج والفرار والدم".
وتحت عنوان "أستانة.. تمهد الطريق لمباحثات جنيف"، لفت كاتب افتتاحية الصحيفة الانتباه الى أن المهم، وفقا لتأكيدات روسيا وتركيا اللتين ترعيان المفاوضات إلى جانب إيران، أن "مباحثات تثبيت اسكات النيران ليست بديلا لمباحثات جنيف 2 المقررة الشهر المقبل، وهي المباحثات المعنية باستئناف العملية السياسية"، وان أهمية مباحثات الأستانة تكمن في تمهيدها الطريق إلى جنيف.
وبالأردن، أكدت صحيفة (الغد) على أهمية انعقاد مؤتمر باريس للسلام، وقالت إنه انعقد رغم المعارضة الإسرائيلية الشرسة، والضغوط الأمريكية المتواصلة لمنع التئامه في مواعيد سابقة، ناهيك عما انطوى عليه الحضور الدولي الباذخ من دلائل قاطعة على مدى عزلة إسرائيل في العالم الذي مل من عجرفتها السياسية .
وأشارت في مقال إلى أنه إذا كان صحيحا أن مخرجات المؤتمر لن تسفر عن نتائج عملية ملموسة على الأرض، على الأقل في المدى القريب، إلا أنه من الصحيح أيضا أن أهم العواصم في القارات الخمس، اجتمعت على إبلاغ آخر دولة احتلال بأنه كفى لنحو خمسين سنة من التوسع والاستيطان ومصادرة حقوق شعب يتطلع إلى نيل الحرية والاستقلال، بما في ذلك حقه في إقامة دولة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وأضافت الصحيفة أن مؤتمر باريس يعد مكسبا فلسطينيا عربيا خالصا، تحقق في أصعب اللحظات التي تمر فيها القضية المثخنة الجراح، وأتى في أحلك الأوقات التي تحيق بهذه المنطقة المنهكة في حروبها الداخلية، خاصة أنه جاء في ربع الساعة الأخير قبل أن يدخل البيت الأبيض ساكن جديد يهدد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي قد يشكل مانعا دبلوماسيا بالغ الأهمية أمام دونالد ترامب (...).
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور) أن مواقف لندن الأخيرة عكست إلى حد بعيد هيمنة العقلية الكولونيالية التي ما زالت تطبع أداء السياسة الخارجية البريطانية حيال قضية فلسطين والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
واعتبرت أن من حق الفلسطينيين والعرب أن ينظروا إلى هذه المواقف الاستفزازية، بوصفها امتدادا للدور البريطاني الراعي للمشروع الصهيوني في فلسطين، والذي بلغ ذروته العدائية قبل مائة عام عند إصدار بلفور وعده المشؤوم الذي بموجبه أعطى "من لا يملك إلى من لا يستحق"، مشيرة إلى أنه بدل أن تتصرف بريطانيا التي كانت عظمى ذات يوم، من موقع "عقدة الذنب" أو "الرغبة في تصحيح خطأ تاريخي"، نراها تمعن في الإنحياز لدولة الاحتلال والتوسع والاستيطان والعنصرية، وعلى حساب الشعب المنكوب بالانتداب البريطاني وما بعده.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبعين دولة، أجمعت على الحاجة لإنقاذ حل الدولتين واستشعرت المخاطر المبثوثة في سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة ومواقفها (...)، شاركت في مؤتمر باريس للسلام، ووقعت البيان الختامي من دون أن تغيب عن أذهان قادتها المبررات السخيفة التي أوردها بيان الخارجية البريطانية.
وعلى الصعيد المحلي، أشارت صحيفة (الرأي) إلى تأكيد العاهل الأردني، أمس، خلال لقائه مدير الأمن العام، على ضرورة ترسيخ التعاون والتنسيق الكامل بين جميع أركان المنظومة الأمنية، للتعامل مع ما تشهده المملكة والمنطقة من تحديات.
وأضافت الصحيفة أن الملك وجه أيضا، خلال اللقاء، لمراجعة وتطوير الاستراتيجيات والخطط الأمنية الهادفة إلى وضع حد للاعتداء على القانون والحفاظ على هيبة الدولة ومكافحة الجريمة والوقاية منها، وفي مقدمتها جريمة المخدرات، مشددا في الوقت ذاته على توفير برامج تدريبية لمنتسبي الأمن العام بهدف رفع قدراتهم واحترافيتهم وفق أفضل المعايير، وتمكينهم من تأدية مهامهم بكل نزاهة وشفافية، فضلا عن الاهتمام بتحسين ظروفهم المعيشية.
وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها عن إعلان بريطانيا تحفظها بخصوص البيان الختامي الصادر عن مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط الذي أكد حل الدولتين، وعدم الاعتراف بأية خطوات أحادية، وتحديدا ما يتعلق بالحدود ومدينة القدس، والتأكيد أن أي حل يجب أن يستند إلى حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية.
واعتبرت الصحيفة أن بريطانيا، التي كانت الوحيدة من بين سبعين دولة مشاركة في المؤتمر، التي أعربت عن تحفظها على البيان تكشف بذلك عن رفضها لمضمونه، وهو ما يعني سياسيا تأييدها للموقف الإسرائيليºالرافض لحل الدولتين ولوقف الاستيطان أو الانسحاب من الأراضي المحتلة.
ولاحظت الافتتاحية، أنه بالرغم من أن اسرائيل كانت غائبة عن المؤتمر من حيث الحضور الفعلي ، لكنها كانت ممثلة بالنيابة من خلال بريطانيا، وهي في كل حال لن يكون تمثيلها أكثر جدوى ممن ناب عنها.
ومن جهتها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن إشادة بابا الفاتيكان بسياسة الإمارات المتسامحة والمنفحة على كافة الأصعدة، يؤكد أن مكانة الإمارات كرمز للتسامح تزداد توطيدا.
وأشارت الافتتاحية إلى تأكيد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان على أن السياسة المنفتحة والمتسامحة، التي تنتهجها دولة الإمارات تعتبر مثالا يحتذى، وتنبع من التسامح واحترام الغير، وحرية ممارسة الأديان، عبر ترسيخ قيم التسامح والتعايش والانسجام.
ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها إلى قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، "المثير للجدل بتصريحاته ومواقفه التي يعتبرها البعض شديدة الغرابة".
وأبرزت الصحيفة أن الملياردير الأمريكي ونجم العقارات حول العالم، قبل ال20 من الشهر الجاري ، لن يكون بالتأكيد ذاته دونالد ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية.