لا شك أن موريتانيا بلاد المنارة و الرباط و تلاقي و تمازج الحضارة الإسلامية - الإفريقية و المتمسكة بشعار الجمهورية : شرف - إخاء - عدالة ، ستظل صامدة بقيمها أمام تيار العولمة و ارهاصاته و آثاره و إفرازاته التي تحاول إحداث فجوة عميقة في المجتمع و انفصام و فروق بين الأجيال الشابة و الكبار و حتي داخل الأسرة النواة الصغيرة في هذا المجتمع مما يستدعي التأمل و البحث و المعالجة لمشاكل الشباب و عدم الدوس علي طموحاتهم المشروعة .
ذلك ان المجتمعات التي تحطم الأجيال الشابة تظل متخلفة و لا تستطيع النمو لأنها لا تثق في اجيالها الشابة و من أشد مخاطر هذه الفجوة أنها لا تجعل بين الأجيال المتعاقبة أي ترابط و لا تقارب بفعل تيار العولمة الجارف و هذا الانفصام يولد صراعا كبيرا بين جيل قديم اعتاد السيطرة و المسك بزمام الأمور ( داخل دوائر الدولة و الأحزاب و حتي الأسرة ) و جيل جديد متأثر بثورة المعلومات و القرية الكونية الواحدة و يسعي إلي إثبات آراءه و بناء مستقبل أفضل من منظوره الخاص و قناعاته الخاصة .
و لا شك أن حكومتنا الجديدة و الميمونة بإذن الله استشعرت خطورة هذا الأمر حيث أولت للشباب عناية خاصة و أعتبره رئيس الجمهورية حجر الزاوية لما يمثله من ضمانة و رهان لتنمية الشعوب حيث أكد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في تعهداته الإنتخابية بفتح آفاق واعدة للشباب الموريتاني مبرزا أهميته و ضرورة دمجه في الحياة النشطة و قد تجسدت تلك العناية في المصادقة علي السياسة الوطنية لترقية الشباب كتعبير عن التوجه لمعالجة أهم مشكلة يعاني منها الشباب ألا وهي الإقصاء و البطالة ،لكن هذه الجهود التي بذلتها السلطة التنفيذية لم تواكبها جهود و لا رسائل و لا تغيير سياسات لإشراك الشباب من طرف الأحزاب السياسية و التي تقف حجر عثرة امام تجديد الطبقة السياسية و هو أمر يحتاج إلي مراجعة جدية لواقعنا السياسي شبه الجامد منذ عقود ، بعيدا عن مفاهيم التفرد و الاستحواذ و المحاصصة .
ف النخب القديمة تمنع تجديد الطبقة السياسية و تقف حجرة عثرة امام الكفاءات الشابة المتحمسة لدخول معترك العمل السياسي و قد يخلق هذا الواقع اتساعا في الهوة بين الأجيال تقع علينا جميعا مسؤولية محاربته .
شيخنا الداه
المستشار القانوني لصونادير.