على مر عقود من الزمن ولعنة الزبونية والنفوذ هما المسيطران في موريتانيا، حيث حرم أصحاب الكفاءات الشابة من دخول ميادين المناصب والتعيينات الا من انحنى ودخل تحت يافطة أخذ الحق بالوساطة أو الرشوة أو عن طريق المصاهرة.
فبعد أن استبشر الجميع وخصوصا فئة الشباب بالعهد الجديد الذي أطلق صاحبه ذات مرة من فوق إحدى منصات حملته أنه صديق الشباب وأرفقها بابتسامة لازال الكل يتذكرها جيدا،
ومع مرور الأيام والشهور وحتى اكتمال العام الأول من الحكم الجديد والدخول في الثاني كان مؤشر الصداقة بين الرئاسة والشباب ينخفض باسرعة مما كان يتوقع وأضحى الخطابات والتعهدات مجرد وعود العازب قبل عقد القران، بعد تبخر العهد ووأد الطموح لدى أصحاب الكفاءات الشابة وهو لازال يراود مكانه وسط المستقبل الغامض واستفحال ظاهرة المحسوبية.
ففي الشهور الأخيرة شهدت ساحة التعيينات خصوصا الكثير من الدخول في منعرجات القبلية والمحسوبية والجهوية حتى أصبحت القبيلة الواحدة والشريحة الواحدة بمثابة الشبح الذي اغتال حلم الشباب الذي حرم لعهود وعقود من اقتسام وطنه مع أصحاب النفوذ والممسكين بالقرار في بلد تغيب في العدالة.
والمضحك المبكي أن مايتشدق به البعض أن عهد حرمان المغبونيين والمحرومين قدولى في الوقت الذي تحرم فيه فئة معينة وشريحة معينة تحت يافطة مكشوفة المعالم عدم التزلف والتقول بعكس الواقع.