صرخة دون مجيب وكارثة دون منقذ وأماكن عائمة أصبحت على مقربة من مناطق منكوبة هكذا يبدوا واقع مدن الشرق الموريتاني هذه الأيام بفعل الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي عرتها المنطقة خلال الاربعة والعشرون ساعة الماضية.
حيث تواصل الامطار والسيول حصد المزيد من الأرواح وتهديم الممتلكات دون إجابة أو التفاتة من الحكومة التي لازالت تفضل الصمت والتفرج وانتظار الإبادة أو منقذ ينتظر دخوله لحمل المسؤولية عن اصحابها.
فقد ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور مأساوية ومشاهد قاسية للسكان هناك منازل تهدمت بالكامل ومواطنون يسابقون السيول من أجل البقاء على قيد الحياة عبر وسائل ضعيفة ومتواضعة
ولم نسمع حس ولا خبر من طرف الحكومة ولا المعارضة التي كانت تصيب الآذان بالصمم من شدة الصراخ على حفرة في الشارع العام.
وكانت الحكومة أعلنت في السابق عن إنشاء لجنة للطوارئ معنية بالتدخل السريع في هكذا ظروف إلا أنها لازالت تراوح مكانها أو نائمة في انتظار من يوقظها بعد انتهاء الكارثة.
ومما يزيد الطين بلة أن هؤلاء المواطنين سمعوا في السابق بما يعرف "بتعهداتي" جملة كان المعني بها أساسا أمثال هؤلاء الضعفاء على لسان المعني وهو رئيس الجمهورية ، وهاهم الآن يسابقون الزمن من أجل البقاء في ظل تلك التعهدات، غير أن ساكنة المناطق الشرقية لا يستحق على الانظمة مد يد العون في مواجهة الكوارث.