المتجول في أحياء العاصمة نواكشوط يدرك خطورة الثنائي "المستنقعات والبعوض" المنتشر في كل الفصول ، وخاصة خلال فصل الخريف الذي يؤكد لك أنك في بلد يفتقد قادته المتعاقبين على السلطة لأي نظرة للمستقبل وبناء الدول، بحيث يمكنك إدراك حجم الاهمال واللا مبالاة بأكبر مستنقعات التلوث المنتشرة في أحياء العاصمة رغم خطورتها.
والاسوء في الامر رغم خطورة الواقع أنه كلما جاءت حكومة جديدة تغض الطرف عن واجهة عاصمة في القرن الواحد والعشرين لازالت عائمة فوق المستنقعات ، وقابعة تحت جبال القمامة والبعوض رغم الميزانيات الضخمة التي ترصد سنويا للنظافة والمبيدات، وحجم الديون التي تجمع لإنشاء صرف يستحيل انجازه بفعل سوء التخطيط العمراني وفوضوية الشوارع في ظل غياب أي رؤية لدى النخبة المتصارعة على كرسي مهدد الغرق.
وتقول المعطيات المتوفرة أن الصرف الصحي تم تمويله من ميزانية الدولة ومساهمة من دولة الصين الشعبية عدة مرات لكن تم أكله ألف مرة، وحاولت الصين بناء مجاري لصرف مياه الامطار غير أن التخطيط العمراني العشوائي حال دون اكمال المشروع.
ويقع هذا في بلد لا يتجاوز ساكنته 5 ليون نسمة وحباه الله بثروات طبيعية منها المستغل منها المتروك لينعم به الغير، في حين ترى عواصم أفقر البلاد وأثرها تعداد سكاني تتربع على قمة الرقي والإزدها.
ويبقى السؤال إلى متى ستظل موريتانيا على هذه الحالة عقب مرور ستينه سنة على استقلالها الاعرج عن فرسا التي بخلت على هذا الشعب بخريطة لثرواته الباطنية رغم معرفتها لذلك.؟