أيام قليلة، تفصلنا عن انصرام العام الأول من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، عام فيه أغيث الموريتانيون، وفيه سيعصرون.
لقد حملت تعهدات الرئيس بارقة أمل لكل الموريتانيين، وأكد ما تجسد منها على أرض الواقع، أنها لم تكن مجرد كلام يطلق على العواهن ذات حملة انتخابية عابرة، استدرارا للأصوات، من أجل الوصول إلى كرسي الرئاسة.
لقد أنجز حر ما وعد، فقطار الأداء لم يتوقف أو يتعثر، رغم التحديات العالمية على أكثر من صعيد، والتي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، العابر لكل المنظومات الصحية عبر العالم.
لقد كانت موريتانيا في طليعة بلدان المنطقة، التي أخذت الفيروس على محمل الجد، واتخذت تدابير استباقية، كانت نتائجها بادية للعيان، رغم تبعاتها الاقتصادية الباهظة، لكن المواطن أولى في هذا العهد الرئاسي.
لم تذهب سدى، الجهود التي اتخذت الحكومة، فموريتانيا اليوم تعد من ضمن أقل دول المنطقة إصابات ووفيات، وذلك بفضل خطة متعددة الأبعاد، فعلى المستوى الاجتماعي تم دعم الطبقات الهشة والضعيفة، وعلى الصعيد الاقتصادي
تم تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل خلق تكامل اقتصادي يضمن استقرار الأسعار، ووفرة المواد الضرورية، بعيدا عن الجشع والاحتكار.
وفي الوقت الذي توقع البعض اعتماد سياسة التقشف، من خلال خفض النفقات، وتقليص العمال، ومراجعة الرواتب، بدت السلطات، دون مواربة أو تلكؤ حريصة على الابتعاد عن ذلك، رغم أنه متفهم السياق، ومستساغه.
وإشراكا لكل الفاعلين، تم وضع صندوق خاص بمحاربة كورونا، فتح باب التبرع له أمام الجميع، كما أشرك الطيف السياسي بمختلف توجهاته ومكوناته، في تسييره.
ولم ينس الانشغال في الإنسان، عن الاهتمام بالثروة الحيوانية، التي تشكل إحدى مرتكزات اقتصادنا الوطني، فتم توفير الأعلاف للمواشي بأسعار تنافسية، كما تم التوجه نحو الزراعة المحلية، سعيا لتعزيز الاكتفاء الذاتي، وتشجيعا للمنتوج الوطني.
ولم يتوار الجيش الوطني، درعنا الواقي، وصمام أماننا، أو يتقهقر، بل لبى النداء، وكان إلى جانب المواطن، كما ديدنه في اللحظات الصعبة، فأنشأ المراكز الصحية الميدانية، وحرص على التنفيذ الصارم للقرارات، من أجل المواطن، وحماية للوطن.
لقد كان العام الأول من هذه العهدة الرئاسية، حافلا بالعطاء والإنجاز، الأولوية فيه للمواطن وقضاياه، فكان الأداء ناطقا، والإجماع على ذلك قائما من طرف كل الفرقاء، وازدادت الثقة في تعهدات الرئيس، وأيقن الجميع أن للعهد عنده معنى، وأن القادم سيكون أفضل.
بقلم: الإعلامي سيد أمحمد أجيون