من يرى تعيين ولد يوسف مديرا لميناء نواذيبو و تشكيلة لجنة صندوق كورونا و مدير الإذاعة و التلفزة و وكالة الأنباء و الكلبة هابا و غيرها من التعيينات العبثية المشابهة (…)، يتأكد بما لا يدع أي مجال للشك من إحدى حالتين :
– إما أن ولد الغزواني لا يتحكم في أي شيء و لا يعرف أي شيء عن ما يحدث في البلد ..
– و إما أننا نُقادُ إلى مرحلة انحطاط غير مسبوقة ، لم يصلها لا حتى اللص ولد عبد العزيز ..
ما يحدث خلف الكواليس، داخل أروقة النظام ، يرسم بوضوح ، ملامح نظام دكتاتوري أعمى ، يساق من داخله إلى حقل الغام بلا خارطة. و كل من لا ينتقد ولد الغزواني اليوم بحدة و يحذره من السير في هذا الاتجاه ، يساهم بذكاء أو بغباء ، في الوصول إلى طريق مسدود.. إلى نهايته المشفقة.
ما يبرر به البعض الاحتفاظ بأسوأ حكومة في تاريخ البلد، لم يعد يساهم إلا في تأكيد عجز ولد الغزواني عن إدارة الحكم، بنفس الطريقة التي تم بها تبرير الإطاحة بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله.
كان الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله يعتقد أن الإطاحة برئيس مدني منتخب ، لم تعد مقبولة و لا مطروحة بأي شكل ، لكنه نسي أن أي رئيس يقف ضده برلمانه و وزراؤه و أمنه و إعلامه الرسمي، لا يمكن تبرير بقائه بأي معجزة. و هذا ما يساق له اليوم ولد الغزواني بالضبط . و سيظل يعتقد أنه ذكي و مدرك لكل ما يحدث و لنوايا الجميع حتى يكتشف (بعد فوات الأوان) أنه وحده لم يكن يرى غير ما يراد له أن يرى من مغالطات قاتلة.
ما يحتاجه ولد الغزواني اليوم هو إبعاد كل من يقول له إنه يسير في الاتجاه الصحيح و إن كنت أشك في أنه ما زال قادرا ذلك :
الانقلابات لا تعني بالضرورة الإطاحة بالحكم ..
الإطاحة بالحكم لا تعني بالضرورة سقوط الرئيس ..
سقوط الرئيس لا يعني بالضرورة خروجه من القصر ..
لدينا الانقلاب على ولد محمد السالك
لدينا الانقلاب على ولد بوسيف
لدينا الانقلاب على ولد أحمد لولي
لدينا الانقلاب على ولد هيداله
لدينا الانقلاب على ولد الطائع
لدينا الانقلاب على أعلي ولد محمد فال
لدينا الانقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله ..
لدينا الانقلاب على ولد عبد العزيز
ليس من بين هذه الانقلابات ما يشبه أي آخر في شيء . و كانت كلها ناجحة . و العامل المشترك الوحيد بينها هو أن تبريرها جميعا ، كان من مهمة هذه المافيا المدنية التي لم تخيب ظن أي انقلابي في أي يوم من الأيام.
هناك الآن أمر مفصلي أصبح باستطاعتنا أن نقدمه للشعب الموريتاني الذي أصبح يعي جل ما يحدث في البلد : لا تنتظروا أي خير .. لا تنتظروا أي تغيير .. لا تنتظروا أي جديد من أي رئيس يتبنى هذه المافيا الفاسدة .
الغريب في احتقارهم لعقولنا أنهم يبررون لنا انحرافهم بهذه المافيا : أنهم “أصحاب خبرات و تجارب” و يبررون لنا فشلهم بهم : “الرئيس لا يستطيع أن يبني وحده .. لقد أفسدت عليه بطانته” و ينسون حتى نسبة البطانة إليه.
كونوا من تشاؤون و افعلوا ما تشاؤون ، لكن لا تحاولوا بعد اليوم أن تقنعونا بسوى أنكم مفسدون ، مدركون لكل ما تفعلون بكل ترصد و سبق إسرار.
تلك هي الحقيقة الوحيدة التي على ولد الغزواني اليوم أن يؤكدها أو ينفيها عن نفسه و لن يفعلها قطعا، بالمشي على الحبلين.