أثارت قصة نجاة زوجين سعوديين من اعتداء ملهى استنابول نقاشاً حاداً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث قناة «سي ان ان بالعربي» مقابلة مع الزوجين يتحدثان من مشفى حيث يتلقيّان العلاج إثر الإصابة بطلقات.
عرض الفيديو صورة للزوج نايف زكريا الوزنة ممدداً على السرير، فيما صوت الزوجة، دون وجهها، يروي باللغة الانكليزية تفاصيل ما حدث لهما في تلك الليلة الرهيبة.
روت الزوجة، فيما الكاميرا مصوبة على يديها فقط، وبعد أن أكد المعلّق أنها خجلت أن تظهر للكاميرا بوجهها المتورم بسبب الدموع، الكلمات التي رددها الزوج بعد إصابته: «أحبك. أنت تعلمين كم أحبك». وطلب منها العناية بطفلهما حتى يكبر «بعدها عيشي حياتك». «ثم أعطاني خاتمه وكان مضرجاً بالدماء». ونقلت السيدة السعودية عن زوجها قوله: «عليك الاحتفاظ به. تذكريني».
واستعادت السيدة الوزنة كيف حثّها زوجها على الهرب فيما هي غير قادرة على الحراك بسبب شابة كانت تحتضر متشبثة بثوبها ترجو منها الحماية. وحسب الفيديو، كان البقاء يعني الموت الحتمي. فقد كان القاتل يتحرك نحو كل طاولة ويطلق الرصاص على ضحاياه. لكن محاولة الهروب لم تكن أقل خطراً، فعندما تحرك الزوجان بعيداً أطلق المعتدي النار فأصاب الزوج بشكل مباشر ولم يستطع التحرك بعد.
بعد أن همد الرصاص، وتحوّل المحتفلون إلى جثث تملأ المكان همست الزوجة لزوجها تسأله إن كان بإمكانه أن يمــسـك يدها لــتـتـأكد أن مـــا يجري حولها ليس مناماً، وسألت «هل سنفتح عيوننا مرة أخرى؟ هل ما زلنا على قيد الحياة؟».
بعدها حاولت الزوجة سحب زوجها الغارق بالدم إلى الخارج فصادفت على الفور سيارة أجرة أخذتهما بعيداً عن المكان.
وفي وقت رأت تعليقات كثيرة في حكاية نجاة الزوجين مقطعاً من فيلم هوليودي، كانت معظم التعليقات تعيب من الأساس وجود سعودي وزوجته في ملهى ليلي، كما انتقد البعض أن يعود الزوج ليظهر في فيديو تلفزيوني وهو على سرير العلاج، فقال أحد المعلقين «طيب لو فيك خير استر وجهك ولا توريه أحد»، آخذاً على الناس أن يموتوا في ملهى ليلي!
قلة من رأوا في فيديو الزوجين السعوديين تعبيراً عن حياة سعودية موازية لتلك التي يتخيلها الكثيرون لطريقة صارمة في العيش، فهذه عائلة شابة تتحدث الانكليزية بطلاقة، وبإمكانها أن تكلّف نفسها عناء الذهاب بعيداً لاحتفال عائلي برأس السنة الميلادية.
لكن النقاش الأكثر سخونة كان بين سعوديين ومناصرين لإيران. نقاش لم يخل من شتائم مقذعة، جاء أفدحها على الموقع الالكترني لـ «سي ان ان بالعربي». وقد استعادت تعليقات عديدة أزمة الحج بين السعودية وإيران حيث قال البعض «في الحج تموت آلاف ما تلقى فيهم سعودي، وفي ملهى واحد نص القتلى والجرحى سعوديين». نقاش يتناغم مع أداء الإعلام الإيراني بعيد هجوم استانبول، والذي كان همّه أن يسأل «كم سعودياً كانوا متواجدين في ملهى استانبول الليلي لحظة الهجوم؟»، في لغة شماتة قلّ نظيرها.