هل تعلم أنّ قلّة النوم تسبّب الكثير من المشاكل الصحيّة الخطيرة؟ هل سبق لك أن تساءلت ماذا يحدث لجسمك عند العمل من دون أي نوم لعدة أيام؟
لقد شهدنا جميعاً ليال بلا نوم، بسبب المرض، إجهاد السفر، جداول العمل غير المنتظمة أو الولادة، ولكن في حين أن هذه الاستثناءات مقبولة أحيانا، إلا أن البقاء بلا نوم لساعات طويلة وبشكل متكرر يمكن أن يؤدي إلى بعض العواقب الخطيرة. ويمكن أن يضر بجسدك وعقلك وصحتك وحالتك العاطفية أيضا.
تدعي بعض الدراسات أن الشخص الذي يحرم من النوم، يذهب عقله فعلا الى "حالة النوم" من تلقاء نفسه، على الرغم من أن الشخص مستيقظ تماما. وهذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات متنوعة.
دعنا نخبرك بما يحدث عندما تتعرض للحرمان من النوم ...
البقاء مستيقظا لمدة 24 ساعة
وفقا للباحثين، الحرمان من النوم لأكثر من 24 ساعة يمكن أن يؤثر على المهارات المعرفية. ويعبث مع قدرة عقلك على العمل بكفاءة. البقاء مستيقظاً لفترات طويلة من الزمن يؤثر على قدرتك على التركيز والانتباه.
الذاكرة والتعلم، واللغة ستعمل بشكل جيد. ولكن البقاء مستيقظا لمدة 24 ساعة يمكن أن يؤثر على التنسيق بين النظر والعمل باليدين مما يؤثر على عملية صنع القرار. وهذا يعني بأنك ستكون بطيئا وقد ترتكب أخطاء بسيطة في التقاط الأشياء.
البقاء مستيقظا لمدة 36 ساعة
كلما زاد الاجهاد على عقلك وجسمك، توقع الأسوأ. الحرمان من النوم لمدة 36 ساعة يمكن أن يزيد من تدهور الحالة. أظهرت أحدى الدراسات أن الحرمان من النوم لمدة 36 ساعة يضع ضغطا هائلاً على الدماغ والقلب. فهو يزيد من معدل ضربات القلب ويغير ضغط الدم.
سوف تزداد مهاراتك المعرفية سوءا وسوف تواجه صعوبات في تذكر الوجوه والكلمات أيضا. وهذا يعني أيضا أنك تعاني من قدر كبير من الإجهاد.
البقاء مستيقظا لمدة 48 ساعة
في هذه الحالة يصبح الجسم والعقل في مستوى ضغط عالٍ. تدعي الدراسات أن النوم لمدة 48 ساعة يقلل بشكل كبير من خلايا الدم البيضاء. ويمكن أيضا أن يرفع مستويات النيتروجين في البول، مما يدل على أن جسمك يتعامل مع مستويات أعلى من التوتر. الامر الذي يفقد جسمك قدرته على مكافحة العدوى والأمراض، مما يجعلك عرضة لأمراض مختلفة.
البقاء مستيقظا لمدة 72 ساعة
بكلمة بسيطة أنت في حالة فوضى عامة! الحرمان من النوم لمدة 72 ساعة يمكن أن يجعل ردود فعلك العقلية والحركية في خطر أعلى ويجعلك غير مستقر. الامر الذي يجعل القدرة على التركيز تتقلب، فأنت لست مستيقظا تماما ولا نائما. الشخص الذي لا ينام لمدة 72 ساعة يمكن أن يواجه بعض التجارب الغريبة. قد يعاني من الأوهام، والهلوسة، والهذيان، وآلام في العضلات. عدم النوم لأكثر من 72 ساعة يمكن أن يؤثر على تركيزك، وإدراكك، وقراراتك ويجعلك فريسة للأمراض والاوهام.
ومن أعراض قلة النوم:
- التثاؤب.
- التقلب المزاجي.
- الشعور بالإرهاق.
- سرعة الانفعال.
- صعوبة تعلم المفاهيم الجديدة.
- عدم القدرة على التركيز.
- عدم وجود الحافز.
- زيادة الشهية.
- انخفاض الدافع الجنسي.
أما أضرار قلة النوم:
1- الجهاز العصبي المركزي:
يُعدّ الجهاز العصبي المركزي طريق المعلومات السريع للجسم، ويٌعدّ النوم من العوامل المهمة والضرورية للحفاظ على سير عمل هذا الجهاز بشكل صحيح؛ حيث إنّ الأرق المزمن قد يؤدي إلى التأثير سلبياً في عملية إرسال الجسم للمعلومات.
2- الجهاز التنفسي:
تُعدّ العلاقة بين النوم والجهاز التنفسي علاقة متبادلة، حيث يمكن أن يؤدي اضطراب التنفس الليلي الذي يُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي إلى تقطع النوم وتقليل جودته، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى الحرمان من النوم مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل: نزلات البرد والإنفلونزا.
3- الجهاز الهضمي:
يُعدّ الحرمان من النوم إلى جانب تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة التمارين الرياضية من عوامل الخطر لزيادة الوزن والسمنة، حيث يؤثر النوم في مستويات هرموني: اللبتين والجريلين اللذين يتحكمان في الشعور بالجوع والامتلاء؛ حيث يقوم اللبتين في الوضع الطبيعي بإخبار الدماغ أنّ لدى الجسم ما يكفي من الطعام، وفي حالة عدم الحصول عل قسط كاف من النوم يقلل الدماغ من إفراز هرمون اللبتين ويزيد إفراز هرمون الجريلين الذي يُعدّ محفزاً للشهية، وقد تؤدي قلّة النوم إلى الشعور بالتعب الشديد عند ممارسة الرياضة، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض النشاط البدني وبالتالي زيادة الوزن، بالإضافة إلى أنَّ الحرمان من النوم يدفع الجسم أيضاً إلى إفراز مستويات أعلى من الأنسولين بعد تناول الطعام، وبما أنّ الأنسولين يتحكم في مستوى السكر في الدم فإنّ ارتفاع مستوياته يؤدي إلى زيادة تخزين الدهون في الجسم، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
4- جهاز القلب والأوعية الدموية:
حيث يؤثر النوم في العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية بما في ذلك: نسبة السكر في الدم، وضغط الدم، ومستويات الالتهاب، كما أنَّ النوم يلعب دوراً حيوياً في قدرة الجسم على الشفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.